381

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 381 وحكى الجاحظ عن عبيد الله بن الحسن القاضي أنه كان يقول: إن سبيل جميع الاختلاف سبيل واحد، وليس على الإنسان بما أداه إليه عقله وأوجبه نظره، وكل إنسان إنما صوائه في مبلغ رأيه ومنتهى فطنته، وكان لا يخص الفتيا بشيء، لا يقوله في جميع مذاهب المسلمين، وفي جميع الاختلاف الذي بين أهل الملة، كالتوحيد والعدل والوعيد، وكل ما كان الاختلاف فيه من قبل تأويل كتاب/ أو تأويل سنة، فأما غير ذلك من المقايسات فكان يجعل الحق في واحد. (1/14) واختلفوا فيمن أحال القدرة على الظلم: فقال بشر بن المعتمر وأبو موسى وجعفر بن مبشر وجعفر بن حرب والاسكافي وعيسبى الصوفي وأكثر أتباعهم من البغدادئين: من أحال أن يكون الله قادرأ على الظلم والكذب، فهو كافر. وقد تاب إبراهيم النظام من القول بذلك في جملة ما تاب منه مما ليس بمؤئد للتوحيد والعدل ولا موافقا لهما.

وقال أبو الهذيل وأتباعة: إن من أحال القدرة على الظلم لا يكفر.

وكان إبراهيم - مع قوله بإحالة القدرة على الظلم - لا يكفر من خالفه في ذلك وبعض موافقيه يكفر من خالفه فيه.

واختلف من قال: إن المعرفة اكتسابت، ومن قال: إنها ضرورة في تضليل بعضهم لبعض: قال أبو الحسين: فكان ثمامة يقول: إن من خالفه في قوله من يعلم أنه على خطأ فهو عاص، ولا يدري ما تبلغ به معصيئه أيفسق بها أم هي صغيرة مغفورة باجتتاب الكبائر؟ فأما من لا يعلم أنه على خطأ فلا حجة عليه.

قال: وقال فضل الرقاشيي: إن كل من خالفه فيها فهو يعلم أنه على خطأ به، كان يقف، فلا يدري أيضل مخالفيه أم لا يضل.

مخ ۳۸۱