============================================================
مقالات البلخي قالوا: وقدروي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "القدرية مجوسن هذه الأمة" فلم يشبههم بالمجوس دون غيرهم من أهل الأديان إلا لموافقة بينهم وبيه4 قالوا: وقد بينا في كتبنا موافقة(1) المجبرة للمجوس في القدر: فمن ذلك قول المجوس: إن الملاهي وضرب المعازف وشرب الخمور ال واستعمال الملاذ المحرمة، من الله جل ذكره، وأنه يريد لذلك.
ومنه قولهم: إن النور خالق لعباده وأفعالهم، لا يجوز غير ذلك، وإنه مريد لها، وكذلك الشيطان خالق لعباده وأفعالهم مريد لها كلها.
ومنه قولهم: إن النور قادر على الخير، موف بالقدرة على الشر، وإنه محمود على فعل الخير وإن كان لا يقدر على خلافه وعلى تركه، وإن الشيطان (22) بسا مذموم على فعل الشر / وإن كان لا يقدر على تركه.
ومنه أنهم يوجبون الحجة على من ترك أمرهم بإحسانهم إليه وإنعامهم عليه، وإن كان عاجزا عما أمروه، ويلزمونه العقاب في النور الذي يرتبطونه بعد الإحسان إليه ثم يكلفونه صعود الجبل، فإذالم يفعل للعجز ضربوه بالخشب حتى يموت، وسموه الايرد كسب(2) حديثا فذكرناه في بعض كتبنا وذكره أصحابنا.
وقالت المجبرة: إن القدرية هم الذين يزعمون أنهم المقدرون (2) لأفعال أنفسهم، وأن الله لم يقدرها، وأنها لم تكن بقدر الله. والذين يقولون: لاقدر وخصومهم ينفون من أن يكونوا يقولون: لا قدر.
(1) في الأصل مواقعة، وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(2) كذا في الأصل، ولم يتضح لنا المعنى، (3) في الأصل: مقدورون.
مخ ۳۷۴