============================================================
مقالات البلخي القائل: فلان أضل بعيره وإن كان قد اجتهد في حفظه والاستيثاق منه، ولكنه لما ضل منه لا من غيره قيل: أضله.
ل وكما يقول القائل: وعظت فلانا ورجوته، فما زدته إلا ضلالا وخسارا، ليس يريد أنه فعل فيه الضلال ولا دعاه إليه ولا أراده منه ولا لبس عليه، ولا ترك أن يبين له، ولكنه لما أراد ضلالا عند وعظه جاز ذلك في اللغة.
ويحتمل أن يكون الإضلال هو ترك إحداث اللطف في التسديد والتأييد الذي يفعله الله بالمؤمنين، فيكون ترك إحداث ذلك إضلالا، ولا يكون الإضلال فعلا حادثا، واحتخوا في ذلك بقول القائل: فلان أفسد سيفه وجعله كالأضدياء إذا ترك صقله وشخذه وإن لم يكن فعل فيه فسادا أو غيره.
قالوا: وليس يضل الله إلا ضلالا، واحتلوا في ذلك بقوله: ويضل الله الظللميرب}(إبراهيم: 27]، وقوله: { وما ئضل بوء إلا آلفكسقين} [البقرة: 26)، وبقوله: إب الله لا يغير ما بقوم حت يغيرواما بأنفسهم} (الرعد: 211.
وقال قوم: إن إضلال الله الكافرين هو إهلاكه إياهم بالحكم عليهم باللعنة في الذنيا والنار في الآخرة. واحتكوا بقوله: أهذاضللنا فى الأرض} [السجدة: 10].
وقالت المجبرة: إن الإضلال من الله هو فعل يفعله ليضل به الضال، وأنه قد يضل من لم يسبق منه كفر ولا معصية ولا ضلال، وأن من أضله الله وأحدث(1) إضلاله وقصد لإضلاله وأراد أن يضل فقد منعه القدرة على أن يهتدي (1) في الأصل: وإحداث.
مخ ۳۵۲