============================================================
مقالات البلخي ايلامهم في الدنيا مصلحة لهم ولغيرهم وعبرة إمتحان لآبائهم وأمهاتهم، وهم يستحقون به من العوض في الآخرة ما إذا وصلوا إليه يمنوا(1) أن يكونوا (1/23) قد زيدوا من تلك الآلام ليزدادوا من ذلك العوض، وليس) لايلامهم في الجحيم من إطباق النيران في الآخرة شيء من هذه المعاني.
وقالوا: وقد نجذ الرجل يؤلم طفله لراحة يرجوها له بذلك الألم فيكون حكيما، وليس يجوز أن هذا أن يؤلمه طول حياته من غير مصلحة يريدها أو محنة له أو لغيره أو راحة يرجوها له في العاقبة.
قالوا: وقد قال الله عز وجل: ولا نزر وازرة وزرأخرى}(الأنعام:164]، قالوا: وإذا آلموءردة سيلت * بأتى ذنب قثلت ) [التكوير: 8-9) . فعجب ممن قتلها بغير ذنب فكيف تعذيبها وإيلامها في الجحيم، والموؤدة أطفال المشركين.
وقال اكثر المجبرة القدرية وطائفة من الخوارج والرافضة والحشو الطغام: إن أطفال المشركين مع آبائهم. وأعلت المجبرة في ذلك أن إلذاذهم بفضل، فلما كان تفضلا جاز أن يمنعوه قبولهم ليغيظ بهم آباءهم.
قيل لهم: إن بين الإيلام والإلذاذ منزلة هي الإفناء، فقد كان يجوز أن يمنعهم التفضل ولا يؤلمهم.
فلجوا وأصروا، واعتلت الخوارج بأنهم أبعض لآبائهم، وحكمهم في الآخرة حكمهم، كما أن حكمهم في دار الدنيا حكمهم، وأنهم كفار بكفر آبائهم.
واعتل الحشؤ المنتسبون إلى الحديث، رووه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه قال: "لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار".
وحكي عن قوم أن الله يؤجج للأطفال والمحاربين نارا ويأمزهم (1) لعله يتمتون.
مخ ۳۳۸