325

============================================================

القن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 325 العاصي لينزجر عن معصيته، وعلم أن الأدب أنجغ فيه وفي رده عن المعصية من العقول؛ لكان ناظرا لهما جميعا، فاعلا بهما ما هو أصلح لهما، ولم يجزمع ذلك أن يقال: سؤى بينهما قولا مطلقا حتى يعيد هذا الكلام، فيقال: فعل بهما ما هو أصلخ لهما من طريق ترغيب أحدهما في الخير بالثواب والإحسان، وتزهيد الآخر وزجره بالإهانة والضرب.

قالوا: وليس الأصلح هو الألذ، بل هو الأعود في العافية، وأصلح في الأجل، وإن كان مؤلما مكروها، قالوا: وهذا كالحجامة وشرب الأدوية وقطع الجارحة إذا فسدت، فإن جميع ذلك مؤلم مكروه يعتل على الطبائع، وهو الأصلح والأصوب والأنفع في العاقبة.

وكان جعفر بن حرب يقول: إن عند الله لطفا لو أتى به المؤمنين لآمنوا اختيارا إيمانا يستحقون عليه من الثواب ما يستحقونه إذا آمنوا مع عدم ذلك اللطف؛ لأن الله لا يعذ كل عباده إلا على المنازل وأشرفها وأفضل الثواب وأكثره. ثم ترك هذا القول ورجع إلى قول أصحابه من أن ذلك محال؛ لأنه إذا كان الإيمان يقغ منهم عند حدوث اللطف لا محالة فهو واقع ضرورة، ولولم يقغ ضرورة لجاز ألا يقع ولا يوجد، فإذا قال قائل: هو واقع لا محالة، ثم قال: هو اختيار فقد ناقض وجمع بين الاختيار والضرورة، وذلك محال. كتب إلي بتوبة جعفر من هذا القول أبو الحسين، والأمر في ذلك مشهور.

وقال بشر بن المعتمر ومن تابعه من أصحاب اللطف: إن عند الله لطفا لو أتى به الكفار لآمنوا إيمانا يستحقون عليه من الثواب مثل ما/ يستحقونه (24/ب) لو آمنوا مع عدمه وأكثر منه، وليس على الله أن يفعل بعباده أصلح الأشياء، بل ذلك محال؛ لأنه لا غاية لما يقدر عليه من الصلاح، وإنما عليه جل ذكره

مخ ۳۲۵