313

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة يجب بذلك أن يكون قادرا على تجهيل نفسه، حاشى له من كل صفة مذمومة.

وقالت المجبرة: لن يقدر أحد على ما علم الله أنه لا يكون؛ لأن في ذلك زعمت- قدرة على تجهيل الله.

وقال الأسواري: إذا قرن الإيمان إلى العلم بأنه لا يكون أحلت القول بأن الإنسان يقدر عليه، وإذا فرد كل قول من صاحبه، فقيل: يقدر الكافر على الإيمان، قلت: نعم.

واختلفوا: فقال قوم: إن الاستطاعة علة للفعل.

وقال قوم: ليست بعلة.

وقال قوم: هي سبث له.

وقال آخرون: ليست سببا له.

واختلفوا في الإنسان؛ هل يقدر على ما لا يخطر بباله: فقال إبراهيم النظام: ليس يقدر الإنسان على ما لا يخطر بباله.

وقال سائر المعتزلة: الإنسان قادر على ما تصلح قدرثه له؛ خطر شيء من ذلك بباله أم لم يخطر.

واختلفوا في القول بأن الله قوى الكفار على الكفر: فأنكر إطلاق ذلك جماعة أهل العدل، وقالوا: إنما يقال: قوى فلان فلانا على كذا وكذا؛ إذا أعطاه ما يصلخ له وأمره به وأراده منه، فأما إذانهاه عنه وأمره بخلافه وأعطاه ما يصلح له ليفعل به غيره، فلن يجوز أن يقال: قواه عليه.

مخ ۳۱۳