============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة قال لهم خصومهم: فهلا قلئم: إن قدرة الحركة بالجارحة غير القدرة الشكون بها، وقد يقدر على الكلام من لا يقدر على المشي: واختلف هؤلاء: فقال بعضهم: إن القوى كلها من جنسي واحد، فقد يجوز أن تكون قدرة الكلام من جنس قدرة المشي، وإن لم يجانس المقدور عليه بهما، كما أن القدرة التي بها تكون حركة الجارحة الواحدة بها يكون الشكون وإن خالفت الحركة السكون.
وقال بعضهم: لا يجوز أن تكون قدرة الكلام من جنس قدرة المشي: لأنها لو كانث من جنسها لأمكن بكل منهما ما أمكن بالأخرى، فلما لم يكن ذلك علمنا أنه لاختلاف جنسها.
وحكى الملقب ببرغوث أن قوما يزعمون أن الاستطاعة قبل الفعل وأنها لا تبقى، ويحدث لكل فعل قبله، قالوا: إنه يحدث الإنسان قبل كل فعلي استطاعاث بعدد هذا الفعل وعدد كل ترك له، فإذا فعل الفعل الواحد بطلث كلها وحدثت استطاعة بفعل آخر وتركه أو عجز بنفيها.
واختلف الذين قالوا: إن الاستطاعة مع الفعل: فقال بعضهم: إن ضد الفعل الواقع بالاستطاعة موهوم وقوعة، جائز كونه، وإن لم يكن مقدورا عليه على البذل وليس بمحال، وهربوا من أن يكون الإنسان مأمورا بالمحال.
وقال بعضهم: هو محال وقوغه وليس بموهوم ولا جائز كونئ، وإن الإنسان مأمور بالمحال.
مخ ۳۱۱