287

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة قال ضرار: إن الحجة لا تثبث بعد الرسول صلى الله عليه إلا بإجماع الأمة، والإجماع وجه عندي، وهو حجة، من خالفها ضل، ومن اتبعها اهتدى.

وهذا قوله فيما أحسب فيما ينقل عن النبي صلى الله عليه من أحكام الدين، ولا أدري كيف قوله فيما يخبر به عن آياته وكيف قوله في التواتر.

وقالث فرقة، وهم جمهور أهل الفقه من المرجئة وغيرهم: إن الحجة فيما يجب اليقين به، والعلم لا يلزم إلا بالتواتر، وأما فروغ الأحكام فقد يجب فيها قبول خبر الواحد والاثنين والثلاثة إذا ظهرث عدالتهم، ويلزم العمل بما أخبرا به، وشبهوا ذلك بالشاهدين(1) من جهة هذا(2) أسلم الخبر من مناقضة شيء من الأصول، كالكتاب والسنة والإجماع وحجة العقل وغير ذلك.

وقال الحسين الكرابيسي وبعض الحشوية ممن تابعه على قوله: إن العلم الذي هو اليقين قديقع بخبر العدد اليسير، وإن لم يبلغوا مقدار من يتواتو الخبر بهم.

وقالت بعض الزيدية وفرقة من أهل النظر: إن الحجة لا تثبت إلا بخبر أربعة عدول.

وهم أكثر ما وقت الله من الشهود، فإذا أوردوا الخبر أربعة ثقات ثبتت الحجة. وأظن هؤلاء إنما يقولون بهذا فيما ينقل عن النبي صلى الله عليه من الأحكام والشرائع، لا فيما ينقل من خبر آياته الحجج على نبؤته.

وحكى عمرو بن بحر الجاحظ أنه بلغة أن قوما يقولون: إن الحجة لا (1) في الأصل: بالشاهدان.

(2) كذا في الأصل، ولعله إذا.

مخ ۲۸۷