============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 277 وقالث طائفة أخرى من هؤلاء: القرآن عرض. والأعراض عند هؤلاء قسمان: فقسم يفعله الأحياء، وقسم آخر يفعله في الحقيقة الأموات، ومحال ان يكون ما يفعله الأحياء في الحقيقة فعلا للأموات، أو ما يفعله الأموات فعلا للحي. ثم القرآن عندهم مخلوق.
وقالت طائفة أخرى: القرآن عرض، وهو حروف مؤلفة مسموعة، محال أن تقوم بالله، ولكنها قائمة بالأجسام القائمات بالله، وهو مع هذا عند هؤلاء مخلوق قائم باللوح مرئئ، فإذا تلاه تال وكتبه كاتث وحفظه واع، فإن كان تال وكاتب وحافظ ينقله إليه بتلاوته وخطه وحفظه، فلو كان التالون له والكاتبون والحافظون في كل مكان من السموات العلى والأرضين الشفلى وما بينهما، ولو كانوا بعدد النجوم والرمل والندى، فكلهم ينقل القرآن بعينه من اللوح المحفوظ إليه حيث كان وهو أدلك في اللوح قائم ما كتب، وقد انتقله من لا يحصي عددهم إلا الله في الأماكن كلها في حال واحدة وفي أحوال، فهو عرض حكمه خلاف حكم غيره من كل معقول من الأعراض، خارج من المعقول، لأنه كلام الله، فزعموا أنه خارخ من حكم غيره من الخلق، ولأنه وإذ لم يكن هكذا بمثل هذا، غير أنهم زعموا أن القرآن هو الحروف بغير التأليف.
ثم اختلف هؤلاء في باب آخر: فقالث طائفة منهم: إن القرآن لما كان أعراضا هو الحروف، فمحال أن يفعل الإنسان حرفا أو يحكيه أحد، ولكن الحروف ينقلها القارئون والحافظون والكاتبون إليهم فعلأ يكون مع كل قارئ وكاتب وحافظ، وهذا عند هؤلاء في القرآن وغيره من كلام الناس.
مخ ۲۷۷