Al-Manṣūrī fī al-Ṭibb
المنصوري في الطب
ژانرونه
إن مخارق هؤلاء كثيرة يضيق عن ذكرها كتابنا بأسره. وجرأتهم واستحلالهم تعذيب الناس باطل في الغاية التي لا وراء لها. فإن منهم من يزعم أنه يبرئ من الصرع بأن يشق وسط الرأس شقا صليبيا ثم يخرج أشياء قد أعدها معه. ثم يوهم بخفته وتبهوره أنه إنما أخرجها من ذلك الشق. ومنهم من يوهم أنه يخرج من الأنف سام أبرص، حيث يدخل في أنف المعالج الشقي خلالة أو حديدة ويحكه حتى يدميه. ثم يشيل من هناك أشياء قد أعدها معه على شكل هذه الدابة متخذة من عروق كبد ورئة. ومنهم من يوهم بأنه يرفع البياض عن العين رفعا سريعا. فيدخل في العين حديدة ينكأها بها ثم يدس فيها غشاء رقيقا ويخرجه من هناك. ومنهم من يوهم أنه يمص الماء من الأذن فيضع عليها أنبوبة ويرسل من فمه شيئا ثم يمصه. ومنهم من يدس الدود المتولد في الجبن في الأذن وفي أصول الأضراس ثم يخرجه من هناك. ومنهم من يوهم أنه يخرج ضفدعا من تحت اللسان. فيشق هناك شقا ثم يدس فيه غدة ويخرجها منه. وأما دسهم العظام في القروح، وتركهم لها فيها أياما فمن أكثر ما يفعلونه. وربما أخرجوا حصاة وبرزوا بأخرى وأخرى ويوهمون أنهم أخرجوها من هناك. وربما لم يستحقوا عند جسهم المثانة أن فيها حصاة فيقدمون على شقها جرأة منهم وقلة مبالاة ثم يدخلون الأصبع في الشق، فإن أصابوا حصاة أخرجوها وإن لم تكن هناك حصاة دسوا فيها حصاة ثم أخرجوها. وأما قطعهم لحم المقعدة على أن فيها بواسير فشيء لا يزالون يفعلونه دائما ويولدون للناس بذلك قروحا ونواصير، حقيقية ومنهم من يزعم أنه يخرج الحام من الذكر ومن مواضع أخرى من الجسد، فيشرط الموضع أو يضع على رأس الذكر أنبوبة أو على ذلك الموضع ثم يمصها مرات ثم يرسل من فمه شيئا ويصبه من هناك في الطشت. ومنهم من يزعم أنه يجمع الداء إلى موضع واحد من الجسد ثم يخرجه من هناك، فيدلك ذلك الموضع بالكبيكج، فيهيج به حكة شديدة ثم يسأل أجرة على إخراجه زاعما أن ذلك الداء من ذلك الموضع. وإذا أخذ أجرته مسح الموضع بالدهن فتسكن الحكة. ومنهم من يوهم أن الإنسان قد سقي الشعر والزجاج. فيأخذ ريشة ويقيئه بها ويدس ذلك في حلقه ثم يخرج منه أشياء كثيرة من هذا الجنس يعملونها ليعظم ضررها على الناس وربما أتلفوهم بها. وإنما يخفى على العقلاء إذا استرسلوا وتهاونوا ولم يظنوا بهم سوءا ولم يتوهموهم. أما إذا استقصى تفقدهم بأعين كثيرة متهمة لهم ظهر حينذاك لهم كذبهم وتمويههم. وليس ينبغي أن يؤخذ من الأدوية التي يعطونها، فإنها قد أتلفت خلقا كثيرا. تمت المقالة السابعة والحمد لله رب العالمين.
مخ ۳۳۶