218

Al-Manṣūrī fī al-Ṭibb

المنصوري في الطب

ژانرونه

طبیعیاتو

العروق التي اعتيد فصدها هي القيفال والأكحل والباسليق وحبل الذراع والأسيلم والصافن والذي تحت الركبة وعرق النسا وعرق الجبهة والصدغ والمآقين وعرق الأنف والوداج وما تحت اللسان والجهاروك. وموضع القيفال والأكحل والباسليق عند المرفق من اليدين . والباسليق هو العرق الموضوع في الجانب الأنسي ويجيء إلى اليد من ناحية الإبط. والقيفال من الجانب الوحشي ويجيء إلى اليد من ناحية الكتف. وأما الأكحل فإنما هو شعبة من الباسليق وشعبة من القيفال يتحدان فيصير منهما الأكحل، وموضعه في الوسط بين هذين. وأما حبل الذراع فإنه موضوع على الزند الأعلى من اليدين. وأما الأسيلم فمكانه على ظهر الكف بين الخنصر والبنصر. وأما الصافن فمكانه عند الكعب في الجانب الأنسي. وأما عرق النسا فعند العقب من الجانب الوحشي. وأما عرق الجبهة فهو المنتصب في وسط الجبهة. وأما عرقا الصدغين فهما العرقان الملتويان على الصدغين. وأما عرقا المآقين فربما كانا ظاهرين في المآقين. وربما لم يظهرا إلا حين يشد على خناق الإنسان. وأما عرق الأنف فليس بظاهر، وإنما حين يدخل المبضع من اربنة الأنف إلى الموضع الذي إذا غمز عليه بالأصبع أحس بأنه منحاز بعضه عن بعض. وأما الوداجان فموضعهما في العنق والجهاروك في الشفتين. والفصد علاج عظيم في حفظ الصحة والشفاء من الأمراض إذا أصيب بها موضع. وأكثر الأبدان احتمالا هي الواسعة الظاهرة العروق الزب السمر والأبدان الحمراء الألوان والشباب والكهول. وأما الصبيان والهرمين فينبغي أن لا يفصدوا إلا لأمر عظيم. وينبغي أن يكون الإقدام على الفصد في الزمان الشديد الحر والشديد البرد أقل. وكذلك فليكن فيمن معدته وكبده باردين. فإذا فصد القيفال جذب الدم بسرعة من الموضع الذي فوق التراق وإياه ينبغي أن يفصد إذا كانت العلل في هذه الناحية. وأما الباسليق فإنه يجذب الدم بسرعة من نواحي البطن والصدر كله وإليه ينبغي أن يكون الفصد إذا احتيج إلى جذب الدم من هذه النواحي بسرعة، فإن لم يوجد فإلى بعض شعبه. وأما الأكحل فكما أنه مركب من هذين الموضعين جميعا فليقصد إليه في العلل الحادثة في الموضعين أو عندما يراد النقص والتخفيف عن البدن جملة. وإذا ما طلب هذان العرقان ولم يعثر عليهما فلتفصد شعبهما أو يفصد الأكحل. وإن لم يوجد فليفصد إذا اشتدت الحاجة أي عرق أو شعبه إن وجدت إلا أن الفرق بين فصد القيفال والباسليق بعيد جدا لا سيما إذا كانت العلة في الرأس وبالعكس، وأما الأكحل فإنه وإن يقصر في سرعة جذب الدم من نواحي الرأس عن القيفال ومن نواحي البطن عن الباسليق، إلا أنه أصلح من فصد القيفال عند كون العلة في البطن ومن الباسليق عند كونها في الرأس. وينبغي إذا أردت فصد القيفال ولم تجده إن تؤثر فصد شعبة قوية من شعبه إن وجدتها، وإن لم تجد فافصد الأكحل. وأنت تجد هذه الشعب في الأكثر في الجانب الوحشي من الساعد وإذا اردت فصد الباسليق ولم تصبه، فآثر فصد شعبة منه على فصد الأكحل. وتكون هذه الشعب في الجانب الأنسي وإن لم تجدها فافصد الأكحل. وأما العرق الذي في مأبض الركبة والعرق المسمى الصافن، فإنهما يفصدان إذا أريد جذب الدم إلى الناحية السفلى من البدن وفي العلل المزمنة في هذه النواحي، كأوجاع الكلى والأرحام وإدرار الطمث. وأما عرق النسا فإنه يفصد في الوجع الذي يمتد من لدن الورك إلى القدم. وأما الأسيلم فيفصد العرق الأيمن منه لعلل الكبد والعرق الأيمن لعلل الطحال. وأما الوداجان فإنهما يفصدان عند شدة ضيق النفس وفي ابتداء الجذام. وأما العرق الذي تحت اللسان فيفصد من العلل المزمنة وفي الخوانيق بعد فصد القيفال. وأما الجهاروك فإنه يفصد لمن يكثر به القلاع والقروح في لثته وفمه بعد فصد القيفال أيضا. وأما عرق الجبهة فيفصد في العلل المزمنة في الوجه والعين بعد قصد القيفال. وأما الصدغان فيفصدان في الشقيقة الصعبة والصداع الصعب والرمد الدائم وربما سلا وبترا. وأما اللذان في المآقين فيفصدان من يقايا الرمد. وأما الذي في الرأس فيفصد في السعفة والقروح الرديئة في الرأس. وأما الذي في طرف الأنف فيفصد للبواسير والعلل الرديئة في الأنف. وأما الخطأ الواقع في فصد العروق فعلى ما أصف: أما القيفال فإنه يبرم إذا لم يفصد في ضربة واحدة بل يضرب ضربات كثيرة. وإذا كان فصده ضيقا التحم ولوي عند الثنية. ولو حرك بشدة أو استعملت اليد أورث ورما. أما إذا هو فصد في ضربة واحدة فإنه أسلم العروق فصدا. وينبغي أن يتوقى رأس العضلة ويطلب الموضع اللبن. أما الأكحل فإن تحته عصب. فإن أصابته شعرة المبضع حدث بعد الفصد خدر مزمن وربما بقي أبدا. ولذلك ينبغي أن يتوقى ويتعمد بشعرة المبضع إلى ضد الناحية التي يحس فيها العصب. وإن كان بين عصبتين فيشق طولا. وعلى هذا يحترس من العصب المجاور له مما يتبين للحس وربما كانت تحته عصبة رقيقة لا تتبين للحس وتنقطع وتنبتر أصلا. إذا عمق في فصده. ويبقى في الساعد خدر ممتد بالطول وليس للتوقي من هذه حيلة غير ترك شدة التعمق. وإن انبترت في حال فليس مما ينال من مضرتها كمضرة العصب المحسوس. وأما ما تقول العامة وجهال الناس أنه يحدث عن هذا جفاف اليد البتة فإن ذلك باطل. ولو تعمد بتر العصب كله لم يحدث منه أكثر مما ذكرنا. وأما الباسليق فإنه يجاوره من تحته شريان عظيم. فلذلك ينبغي أن يكون فصده ما لم يكن منه عظيما ظاهرا غليظا ممتلئا مع خدر شديد. ويوقى ويحترس منه على ما أصف إذا لم ير الباسليق واحتيج إلى فصده. بالجس. والأجود أن تحيد عنه إلى غيره فيطلب بعض شعبه كالإبطي ونحوه. وإن أردت فصده وحده فينبغي أن تجس الموضع قبل ربطه ويتعرف موضع النبض وتعلم عليه ثم يربط ويتحرى أن تقع الضربة بالبعد عن ذلك الموضع. ما أمكن. ويترك إلى الأسفل من ناحية الكف، فإن الشريان يغوص في هذا العمق ويقارب الباسليق إذا نزل عن موضع المأبض إلى ناحية الكف قليلا. ومتى كان عند شدك الرباط يرتفع وينتفخ الموضع الذي فيه علامة النبض فتوق فصد هذا العرق. فإنما هذا الانتفاخ إنما هو انتفاخ الشريان وامتلاؤه. وإن رأيت الدم في حاله إذا فصد العرق يثب وثبا وكان رقيقا أحمر، فاعلم أنه من الشريان وحينئذ فليبادر ويتخذ فتيلة قطن على رأس المجس وتلوث بالصبر والكندر ودم الأخوين وبياض البيض ولتدخل في موضع الفصد ناعما ثم يوضع عليه من وبر الأرنب ملوثا ببياض البيض. وهذا الدواء يقطع دم الشريان إذا انفجر أو أصابته ضربة: ويشد شدا محكما ولا يفتح ثلاثة أيام. ويرش عليه الماء كل ساعة لئلا يحمى. وافعل ذلك بعد أن تشد ما فوق موضع الفصد شدا شديدا حتى يحتبس الدم ويرقأ ويمكنك أن تفعل ما تريد. وبعد الثالث يحل برفق وتنزع الفتيلة. فإن رأيت الدواء لازما ملتصقا به فلا تجذبه عنه بل اجعل حواليه أيضا منه وأعد شده. وإن كان متبريا فخذه برفق وضع أصبعك سريعا على موضع الفتيلة ثم أعد عليه من الدواء وشده على ما علمت فإنه بهذا الوجه قد يرقأ دم الشريان ويسلم من الفتق الحادث عنه وأمن من ضرره. وإن حدث عند فصد الباسليق نتوء لين المجس يلطأ إذا غمزته فاعلم أن ذلك فتق الشريان فليتقيه صاحبه وليحذر أن يمسه بشيء يخرقه فإنه ينزف منه الدم كما ينزف من الشريان وليضمد بالأشياء القابضة ليتصلب ذلك الموضع ويشتد ويكون آمنا في انخراقه. وأما فصد شريان الصدغ فلا خوف منه. فإنه إذا وضعت عليه الرفادة وشدت رقأ الدم. وأما فصد الصافن وعرق مأبض الركبة، فإنه يشد فوقه بعصابة كما تشد اليد. ثم يتكيء العليل برجله على قطعة آجر أو على دستج الهاون ويفصد. وأما عرق النسا فإنه يشد من لدن الورك إلى فوق الكعب بمقدار قبضة، لأنه لا يتبين إلا بذلك. فإن لم يتبين مع ذلك أدخل الحمام ونطلت رجله بماء حار كثير حتى يظهر. فإن لم يظهر فافصد بدله بعض الشعب التي في ظهر القدم مما يلي جانبه الوحشي، وأجودها التي بين الخنصر والبنصر من الرجل فوق ظهر القدم. وأما فصد الأسيلم، فيوضع الكف في الماء والحار حتى ينتفخ ويغلظ، ويتبين ظهوره جيدا ثم يفصد ويعاد إلى الماء الحار لئلا يجمد الدم في فم العرق فيمنعه من الخروج. وإذا خرج منه ما تريد فضع عليه دهنا وملحا لئلا يلتحم سريعا. وكذلك ينبغي أن يفعل بكل شعبة ضيقة وفصد ضيق. وأما التثنية فليكن للقوي أسرع وللضعيف أبطأ. ولا ينبغي إذا عسر خروج الدم في التثنية أن يغمز ويلوى بشدة بل أن يترك فلا بأس به. وإما أن ينحى ما قد جمد في فم الضربة من الدم بشعرة المبضع فإن ذلك اصلح وأسرع من كيه، وأسرع غائلة على ما يفعله الجهال. وإن كان قد ورم مكان الضربة فليفصد في موضع فوقه إذا كان لا بد من اخراج الدم. وإن أمكن الإمهال فليترك يوما أو يومين ثم يفصد. ولا يشد الرباط فإنه جالب للورم. ولا يكثر فوقه الحزق ولا يمسح عليه ولا يدنى منه شيء من اللخالخ ونحوها، مما يعتاد بعض الناس مسحها عليه. وإن كان الوضع حاميا فلا ينبغي أن يترك الرباط حتى يجف ولا ساعة واحدة، بل يرطب بأن يرش عليه الماء ورد والماء العذب المبرد على الثلج. وينبغي أن لا يدخل الحمام وخاصة إن كان الموضع حاميا حتى يلتحم الجرح، ويسكن الحما والورم عنه. ولا يشرب النبيذ البتة ولا يحركه ولا يتعبه. وينبغي أن لا يستكثر من الغذاء يوم الفصد ولا من غد بل يقتصر ويأكل من طعام خفيف مسكن للمرة الصفراء أو مطفىء لها كالسكباج البليغ الحموضة إلا أن يكون في الصدر خشونة، فعند ذلك يأكل من الزيرباج المتخذ بلحم الحملان والجداء والدجاج. ويحتسي صفار البيض النيمبرشت، ولا ينبغى أن يفصد المتخم ولا المخمور حتى ينقضي عنهما ذلك إلا أن يكون في تأخيره عظيم خطر وكالحال عند ضيق النفس المفرط، والخفقان القوي المتدارك مع شدة حمرة الوجه والعين والسكتة التي يخضر معها الوجه ويسود والخوانيق ونزف الدم القوي الذي يجيء بشدة. فإنه في مثل هذه الأوقات ينبغي أن يفصد في أي وقت كان من ليل أو نهار. وأما إذا كانت هناك مهلة فالأجود أن يفصد بعد ساعتين أو ثلاث من النهار بعد استحكام الهضم والتبرز. ومن كان يعتاده عند الفصد غشي، فينبغي أن يطعم قبل أن يفصد شيء من الخبز المنقوع في ماء الرمان المز والحصرم ونحوه، ويخرج قدر ما يحتاج إليه من الدم في ثلاث مرات أو أربع. وكثيرا ما يكون الغشي من الفصد المفرط السعة الذي يخرج منه دم كثير في زمان يسير. وإذا كان كذلك فينبغي أن يمنع خروجه ساعة بعد ساعة. وسنذكر علاج الغشي الحادث عن الفصد وما يكون منه مع الفصد. وليحذر الفصد بعقب الهيضة والقيء والخلفة والإكثار من الباه والتعب والسهر. وبالجملة بعقب جميع ما يحلل البدن ويسخنه إسخانا قويا. وأما مقدار الاستفراغ فليكن بحسب العادة أو الحال الموجب وصحة القوة. ومن كان به ورم حار كالحال في الشوصة ونحوها. فإنه ينبغي أن ينتظر تغير لون الدم عن حالته الأولى. وأما سائر من فصد ممن ليس به ورم حار، فليس ينبغي أن يطلب ذلك في دمه لأن حالة دمه كله متشابهة. وأصحاب الورم الحار أيضا إن أبطأ تغير لون الدم عندهم وخيف سقوط القوة فليقطع عنهم ولا ينتظر تغيره. ومن كان يشرب يوم فصده إلى أن يسكر، فليربط برباطين وليتم عنده قوم بنية أن يتفقدوا حاله. وأن كثيرا من هؤلاء قد جرى منهم الدم وهم نيام إلى أن مات بعضهم أو قارب الموت. فإذا حدث مثل هذا وبالجملة نزف دم كثير أسقط القوة فليبادر العليل بماء اللحم والشراب الريحاني الرقيق الذي له صلابة ما وبالطيب البالغ. فإن بلغ الأمر إلى أن لا يمكن إساغته فليؤخر ماء اللحم مع شيء يسير من ميبة ممسكة وشراب ريحاني ويضمخ بالطيب جميع جسده، وخاصة صدره وبطنه ويمسح بالغالية منه داخل منخريه. ويوجر مرة بعد مرة. ويشق في وجهه فراريج مشوية ويقرب إلى أنفه الأطعمة التي لها روائح مفتقة للشهوة كاللقانق ونحوه. وأما الغشي الحادث عند الفصد فإنه يمنع من كونه على الأكثر مما ذكرنا. فإن حدث فينبغي أن يبادر بإدخال ريشة في حلق العليل ليتقيأ. ثم يرش عليه ماء بارد أو يصب عليه أو يغمس فيه. ويصاح به ويهز. فإن تراجع بذلك وإلا نفخ في أنفه المسك وأدخل فيه الغالية وأوجر شرابا ممزوجا بماء قليل، وذلك في فم معدته وسائر بدنه. ويعاد عليه إدخال الريشة وسائر التدبير. وإذا لم يكن مع الغشي تقلب النفس والغثي، فإنه عسر رديء، وحينئذ لا ينبغي أن يروم القيء لكن ينبغي أن يبالغ في علاجه، ويبادر باتخاذ ماء اللحم والشراب والطيب والهز والتصويت ورش الماء عليه. وقد يتراجع المغشي عليه من صوت الطبول والنايات ومن الصيحة والجلبة الشديدة.

في الحجامة:

مخ ۳۳۱