156

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

خپرندوی

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة والعشرون

د چاپ کال

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

د خپرونکي ځای

السعودية

ژانرونه

فيقول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فإن هذه أحسن تحية وأكملها.
قال ابن القيم ﵀: «وكان هديه -أي النَّبي ﷺ انتهاء السَّلام، إلى: (وبركاته)» (^١).
وقال ابن عبد البر ﵀: «وقال ابن عباس، وابن عمر: انتهى السلام إلى البركة، كما ذكر الله ﷿ عن صالح عباده: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [هود: ٧٣]، وكانا يكرهان أن يزيد أحد في السَّلام على قوله: وبركاته» (^٢)، وبناءً عليه فلا تثبت زيادة (ومغفرته) في السَّلام.
قال ابن القيم ﵀: «وذكره أبو داود من حديث معاذ بن أنس ﵁، وزاد فيه: ثم أتى آخرٌ فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال: (أربعون) فقال: هكذا تكون الفضائل، ولا يثبت هذا الحديث، فإن له ثلاث علل …» (^٣)، ثم ذكر العلل ﵀.
وإفشاء السلام: سُنَّة بل سُنَّة مرغَّب بها بفضل عظيم؛ لحديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللّه ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَينَكُمْ» (^٤).
٢) استحباب تكرار السلام ثلاثًا، إن دعت الحاجة لذلك.
كأن يشك في سماع المُسَلَّم عليه حينما سلَّمَ عليه أول مرَّة؛ فيستحب أن يُكرِّر السلام مرتين، وإن لم يسمع فثلاثًا، وكذا إذا دخل على جمع كثير، كأن يدخل على مجلس كبير، فيه جمع كثير، فلو سلَّم

(^١) زاد المعاد (٢/ ٤١٧).
(^٢) التمهيد (٥/ ٢٩٣).
(^٣) زاد المعاد (٢/ ٤١٧).
(^٤) رواه مسلم برقم (٥٤).

1 / 163