122

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

خپرندوی

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة والعشرون

د چاپ کال

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

د خپرونکي ځای

السعودية

ژانرونه

الحديث، والذي يظهر -والله أعلم- أن النفث بعد القراءة، و(ثم) أحيانًا لا تقتضي الترتيب.
وقد مرَّ علينا قول الشاعر:
إنَّ مَنْ سَادَ ثُمَّ سَادَ أبُوه … ثم سَادَ مِنْ بعد ذلك جدُّه
والحكمة من ذلك: أنَّ هذا الريق الذي اختلط بالقراءة هو الذي تكون فيه البركة، والظاهر أنَّ المسح يكون من فوق الثياب (^١).
وربما يشهد لذلك رواية البخاري الأخرى: قالت عائشة ﵂: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ» (^٢).
فظاهر الحديث يدلّ على أنَّ النفث بالسور نفسها لا قبلها، وأفاد هذا الحديث حرص النَّبيّ ﷺ على هذه السُّنَّة، حيث إنه ﷺ حتى إذا مرض يفعل ذلك بأمره لعائشة ﵂، وجاء في الصحيحين ما يدلّ على أنَّ النفث بها ليس فقط عند النَّوم، وإنما أيضًا إذا اشتكى وجعًا، فعن عائشة ﵂: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ ﷺ عَنْهُ» (^٣)، وفي رواية: «وأَمسَحُ بِيَدِهِ رجاء بركَتها» (^٤).

(^١) شرح البخاري لشيخنا (٦/ ٦٠)، باب فضل المعوذات، الطبعة المصرية، في المكتبة الشاملة.
(^٢) رواه البخاري برقم (٥٧٤٨).
(^٣) رواه البخاري برقم (٤٤٣٩)، ومسلم برقم (٢١٩٢).
(^٤) رواه البخاري برقم (٥٠١٦)، ومسلم برقم (٢١٩٢).

1 / 129