ب- قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
لحديث أبي مسعود الأنصاري ﵁ قال: قال رسول اللّه ﷺ: «مَنْ قَرَأَ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ» (^١)، والآيتان من آخر سورة البقرة ليستا من أذكار النَّوم على وجه الخصوص، وإنما ذِكرٌ يُقال في الليل، فمن لم يقرأهما بالليل، وتذكَّر ذلك عند نومه، فليقرأهما حينئذ.
واختُلف في معنى (كَفَتَاهُ):
فقيل: كفتاه من قيام الليل. وقيل: كفتاه من الشيطان.
وقيل: كفتاه من الآفات. ويحتمل الجميع كما قال النَّووي ﵀ (^٢).
ج- قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين، والنفث بها في الكَفَّين، ثم مسح الجسد بهما ثلاث مرَّات.
ويدلّ عليه: حديث عائشة ﵂: «كَانَ ﷺ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وَ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ وَ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» (^٣).
ويُستفاد من الحديث السَّابق: أنَّ النَّبيّ ﷺ كان يُطَبِّق هذه السُّنَّة كل ليلة؛ لقول عائشة ﵂: «كُلَّ لَيْلَةٍ»، وأنَّ مَنْ أراد تطبيق هذه السُّنَّة فإنه
(^١) رواه البخاري برقم (٤٠٠٨)، ومسلم برقم (٨٠٧).
(^٢) شرح النووي لمسلم، حديث (٨٠٨)، باب: (فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة …).
(^٣) رواه البخاري (٥٠١٧).