112

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

خپرندوی

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة والعشرون

د چاپ کال

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

د خپرونکي ځای

السعودية

ژانرونه

سابعًا: وقت العشاء
فيه عِدَّة أمور:
الأمر الأول: يُكره الحديث، والمجالسة بعدها.
لحديث أبي بَرْزَةَ الأسْلَميِّ ﵁ السَّابق، وفيه: «وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا».
ولا يُكره أن يتحدَّث الإنسان بعد العِشاء إن كان في طلب علم، أو عمل في مصالح المسلمين، أو الشغل، أو مسامرة أهل، وضيف، ونحوه.
ويدلّ عليه:
أ) حديث عمر بن الخطَّاب ﵁ قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا مَعَهُمَا» (^١).
ب) حديث ابن عباسٍ ﵄ قال: «بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لَيْلَةً وَالنَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا؛ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِاللَّيْلِ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ» (^٢).
وسبب الكراهة -والله أعلم-: أنَّ نومه يتأخر، فيُخَافُ منه تفويت الصبح عن وقتها، أو عن أولها، أو يفوته قيام الليل ممَّن يعتاده، ولذا ذمَّ النَّبيُّ ﷺ الرجلُ الذي ينام الليل كله حتى يُصْبِح، ولا يقوم لصلاة

(^١) رواه أحمد برقم (١٧٨)، والترمذي وحسنه برقم (١٦٩)، وصحح إسناده الألباني (الصحيحة ٢٧٨١).
(^٢) رواه البخاري برقم (٧٤٥٢)، ومسلم برقم (٧٦٣).

1 / 119