33

The Majmu Al-Fatawa of Ibn Taymiyyah

المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

ایډیټر

هشام بن اسماعيل بن علي الصيني

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۲ ه.ق

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

حنبلي فقه

/بسم الله الرحمن الرحيم [١م]

وصلى الله على سيدنا محمد.

قال الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام، مفتي الأنام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية الحرَّاني رضي الله عنه:

فصل

جعل الله سبحانه و تعالى عباده المؤمنين بكل منزلة خيراً منه(١) فهم دائماً في نعمة من ربهم، أصابهم ما يحبون أو ما يكرهون.

وجعل أقضيته وأقداره التي يقضيها لهم ويقدرها عليهم، متاجر يربحون بها عليه، وطرقاً يصلون منها إليه، كما ثبت في الصحيح عن إمامهم ومتبوعهم - الذين إذا دُعي يوم القيامة كلّ أناس بإمامهم، دُعوا به - صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله عجب، ما يقضي الله لمؤمن قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له)(٢)، فهذا الحديث يعم جميع أقضيته لعبده المؤمن، وأنها خير له إذا صبر على

(١) قوله (منه) هي للابتداء، أي الخير ابتدأ منه.

(٢) أخرجه مسلم (٢٩٩٩) وابن حبان (٢٨٩٦) والبيهقي في شعب الإيمان (٤٤٨٧) كلهم من حديث صهيب الرومي، وهو بلفظ: ( ... كله خير)، ولم أقف على لفظ المصنف (كله عجب) إلا عند ابن كثير في تفسيره (٢/ ٥٢٤) وعزاه للصحيح!

33