Al-Madhahib al-Adabiyya fi al-Shi'r al-Hadith li-Janub al-Mamlakah al-Arabiyyah al-Sa'udiyyah
المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية
خپرندوی
تهامة-جدة
د ایډیشن شمېره
الأولى ١٤٠٤هـ
د چاپ کال
١٩٨٤م
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
إلى اليمن، وبقي في صنعاء حتى رحل إلى بلده المخلاف السليماني، ومات بأبي عريش عام ١٢٣٣هـ، ومن شعره يقول: ١.
لخالقنا في أمرنا الحل والعقد ... وليس لما يقضيه منع ولا رد
وأفعاله محفوفة بمصالح ... ولا شح يعلوها وإن جهل العبد
تنزه عن جور وظلم على الورى ... فما أن له في عدله أبدًا ند
رضينا بما قدرته يا مهيمن ... على كل حال يعترينا لك الحمد
فهو شعر فاتر المشاعر، ضعيف المعنى، ضحل الفكرة، قلق الأسلوب، مع أن الشاعر قد تخفَّف من ألوان البديع والزينة، لكن القارئ مع ذلك يشعر بثقل البيت على السمع، ولا يتلاحق الشعر مع قراءته؛ لأنه وإن كان موزونًا مقفَّى، لكن الإيقاع الموسيقي في داخله لا ينساب مع المعنى والوزن، لهذا كان الثقل فيه يرجع إلى روح التقليد لا لأصالة في قرض الشعر.
وأمَّا الشاعر الحسن بن خالد الحازمي فقد وُلِدَ عام ١١٨٨هـ بالمخلاف السليماني، وتعلَّم على يد القاضي أحمد بن عبد الله الضمدي، ثم أصبح وزيرًا لأمير المخلاف السليماني، وفتح المدارس، وشجَّع العلماء، وأصبحت بلاده مقصدًا لطلاب العلم، وله مؤلفات ورسائل، وتوفِّي عام ١٢٣٥هـ في عسير أثناء اشتراكه في قتال الترك٢، ومن شعره الذي يناصر به دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال:
الله أكبر كل هم ينجلي ... عن قلب كل مكبر ومهلل
وموحد لله ﷻ ... والشرك عنه والضلال بمعزل
وبدايتي اسم الله فيما أبتغي ... من نظمي العذب الرحيق السلسل
ثم الصلاة على النبي محمد ... خير الورى النبأ العظيم المرسل.
ثم الصلاة على النبي محمد ... خير الورى النبأ العظيم المرسل
والآل أرباب الهداية والتقى ... من ودهم نص الكتاب المنزل
ولقد عثرت على نظام صاغه ... من رام نصحًا شأنه لم يجهل
وأمَّا الشاعر الحسن بن أحمد عاكش فهو من أسرة علمية مشهورة٣، وُلِدَ في بلدة "ضمد" بالمخلاف السليماني في عام ١٢٢١هـ، ورحل في سبيل العلم إلى بيت الفقيه، وزبيد وصنعاء ومكة المكرمة، وعاد إلى بلدة ليشتغل بالتدريس، فأقبل عليه الدارسون من كل
_________
١ المرجع السابق: ج١ القسم الثاني.
٢ انظر نيل الوطر: محمد محمد زباره، عقود الدرر وحدائق الزهر: الحسن بن أحمد عاكش.
٣ عقود الدرر: الحسن بن أحمد عاكش: ورقة ١٠٧.
1 / 32