اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
قال الناظم رحمه الله تعالى [بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]
ابتدأ الناظم بالبسملة اقتداءً بالكتاب العزيز، واتباعاً للنبي الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم حيث كان يكتب (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في أول رسائله إلى الناس وكان يبدأ أحاديثه مع أصحابه ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وقد كان رسول الله ﷺ يكتب قبل البعثة كما كانت تكتب قريش باسمك اللهم حتى نزل قوله تعالى ﴿وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ فكتب ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾، حتى نزل قوله تعالى ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أو ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ فكتب ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ﴾، حتى نزل قوله تعالى ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وعملاً بحديث "كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فهو أقطع"، حسنه ابن الصلاح، وفي رواية "أبتر"، وفي رواية "أجدم"، قال الألباني رحمه الله تعالى وجملة القول أن الحديث ضعيف لاضطراب الرواة فيه عن الزهري والصحيح عنه مرسلاً.
والباء في ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ حرف جر أصلي و(اسم) مجرور بها والجار والمجرور وما أضيف إليه متعلق بمحذوف مقدر يجب أن يكون مؤخراً تقديره أستعين بسم الله الرحمن الرحيم في نظمي، [بسم] الاسم في اللغة هو المسمى، وفي الاصطلاح: كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان.
ولفظ الجلالة [الله] هو عَلَمٌ على الذات المقدسة وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء، ومعناه: ذو الألوهية والعبودية على الخلق أجمعين في عالم السماوات والأرضين وما بينهما وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسنى والصفات العلا ولا يسمى به غير الرب سبحانه وتعالى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ اسمان لله تعالى يتضمنان الرحمة، والرحمة صفة من صفات الله تعالى تليق بجلاله وعزيز سلطانه ليست كرحمة المخلوق وإنما هي كسائر صفاته تعالى نصفه بها كما وصف بها نفسه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ فالرحمن رحمة عامة لجميع المخلوقات حتى الكفار والبهائم والدواب إنما تعيش برحمة الله حتى أن البهيمة ترفع رجلها عن ولدها رحمة به.
والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين كما قال الله تعالى ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾ وقال ﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ولم يجيء قط رحمن بهم.
7