Al-Khulasah fi Tadabbur al-Qur'an al-Karim

Khaled Al-Sabt d. Unknown
80

Al-Khulasah fi Tadabbur al-Qur'an al-Karim

الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

خپرندوی

دار الحضارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

ژانرونه

قال بعض السلف: «أذنبت ذنبًا؛ فحُرِمت فهم القرآن» (١). وقد تكون بعض الذنوب أبلغَ تأثيرًا في القلب من بعض؛ كالغِنَاء؛ فإنه سَمَاع أهل الشهوات المُحَرَّمة، وكثير منهم يستعيض به عن سماع القرآن، والواقع «أنه يُلهي القلب، ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه؛ فإن القرآن والغِنَاء لا يجتمعان في القلب أبدًا؛ لما بينهما من التضاد؛ فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعِفَّة ومُجَانَبة شهوات النفوس وأسباب الغيّ ...» (٢). قال ابن القيم في القصيدة النونية (٣): واللهِ إنَّ سماعَهُم في القلب والْـ ... إيمانِ مثلُ السُّمِّ في الأبدانِ فالقلبُ بَيتُ الرَّبِّ ﷻ ... حُبًّا وإخلاصًا مع الإحسانِ فإذا تَعَلَّق بالسَّماع أحالَهُ ... عبدًا لكلِّ فُلانةٍ وفُلانِ حُبُّ الكتاب وحُبُّ ألْحان الغِنا ... في قلب عَبدٍ ليس يجتَمِعانِ ٢) الفضول من النظر والكلام والخُلْطة والنوم والأكل والشرب: قال المروزي ﵀: «قلت لأبي عبد الله- يعني: الإمام أحمد ﵀: يجد الرجل من قلبه رِقَّة وهو يشْبَع؟ قال: ما أرى!» (٤).

(١) طريق الهجرتين (٢/ ٥٨٩). (٢) إغاثة اللهفان (١/ ٤٤٥)، وراجع بقية كلامه ﵀. (٣) النونية رقم: (٥١٦١ - ٥١٦٥). (٤) الورع للمروزي (٣٢٣).

1 / 83