جواهر غوالي
الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري
ژانرونه
معاصر
فإن طريقة النقشبندية قدس الله تعالى أسرار أهاليها هي طريقة الصحابة رضي الله تعالى عنهم على أصلها لم يزيدوا ولم ينقصوا وهي عبارة عن دوام العبودية ظاهرا وباطنا بكمال الإلتزام بالسنة وتمام الإجتناب عن البدعة والرخصة في جميع الحركات والسكنات في العادات والعبادات والمعاملات مع دوام الحضور بالله تعالى على طريق الذهول والإستهلاك فهي طريقة الإنصباغ والإنعكاس لكمال ارتباطهم حبا معه ﷺ هذه المجاهدات الزكية المذكورة يستوي في استفاضتها الشيوخ والصبيان وفي إفاضتها الإحياء والأموات مندرج انتهاؤها في الإبتداء وابتداؤها في انتهاء غيرها لما فيه من الإنجذاب بالمحبة الذاتية مما فضل به واسطتها الصديق الأكبر رضي الله تعالى //١٩٣// عنه ولها أصلان أصيلان من أعطيهما أعطى كل شيء كمال اتباع النبي ﷺ كما مر ومحبة الشيخ الكامل لكنها ليست توجد بالتكلف بل التكلف فيها زندقة بل هي من عطاء الله تعالى يمن بها على من يشاء من عباده فالصحبة بشروطها مع هذين الأصلين كافية للإنعكاس ثم رابطتهم ولو بالغايبة ثم الإلتزام بما يتلقن عنهم من الأذكار الواردة عندهم معنعنا كاسم الذات والنفي والإثبات فمن يستعد لتقدم السلوك فله الثاني وكلاهما بالقلب وهو وأخواته من الروح والسر والخفي والأخفى من عالم الأمر الذي خلقه الله تعالى يكن من غير مادة وهي النفس الناطقة والعناصر الأربعة فمحل القلب المضغة تحت الثرى اليسار والروح مثلها في اليمين والسر في يسار الصدر والخفي في يمينه والأخفى في وسطه والنفس //١٩٤// في الدماغ والعناصر تندرج فيها وكل من هذه المحال محل الذكر على الترتيب فكيفية ذكر اسم الذات بالقلب مثلا أن يلتصق اللسان بسقف الحلق وينطلق النفس على حاله والأسنان على الأسنان ويتخيل في القلب لفظة الجلالة بمعناها وهي ذاته الصرف البحث كما هو فيستمر على ذلك من غير انقطاع وإن تكلم باللسان عند الحاجة فلا
1 / 106