200

Al-Istinbaatat wal-Fawaid As-Sa'diyah min As-Suwar wal-Aayat Al-Qur'aniyah

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

خپرندوی

دار الصميعي للنشر والتوزيع

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

ژانرونه

الدرس ٩٣
قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (١٩)﴾ [سورة محمد].
قال ﵀:
العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته؛ بمعنى: ما طُلب منه علمه وتمامه أن يعمل بمقتضاه، وهذا العلم الذي أمر الله به -وهو العلم بتوحيد الله- فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد كائنًا من كان، بل كلٌّ مضطر إلى ذلك، والطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا الله أمور:
١ - أحدها -بل أعظمها-: تدبر أسمائه وصفاته وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلاله؛ فإنها توجب بذل الجهد في التأله له والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال.
٢ - العلم بأنه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير؛ فيعلم بذلك أنه المنفرد بالألوهية.
٣ - العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية؛ فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته والتأله له وحده لا شريك له.
٤ - ما نراه ونسمعه من الثواب لأوليائه -القائمين بتوحيده- من النصر والنعم العاجلة، ومن عقوبته لأعدائه المشركين به- فإن هذا داع إلى العلم بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها.

1 / 205