Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
ژانرونه
تمهيد
جرت السنن الكونية في دفاع الله جل شأنه، وعظم سلطانه، عن المؤمنين، وأوليائه المتقين، قال سبحانه [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا] الحج ٢٨.
وقال سبحانه في الحديث القدسي: (من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب)
وذكر جل شأنه عقوبة المعتدين والمؤذين فقال سبحانه: [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا] الأحزاب ٥٨.
فأي أذية أعظم من أذية الطعن في أصحاب النبي ﷺ، والتعرض لهم بسوء، يقول الله تعالى [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ] قال أهل التفسير: يخبر الله تعالى أنه يدفع عن عباده الذين توكلوا عليه، وأنابوا إليه شر الأشرار وكيد الفجار ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم كما قال تعالى [أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ] الزمر ٣٦ فهي بشارة للمؤمنين بأن الله تعالى ناصرهم على أعدائهم، وصيغة المفاعلة للمبالغة، أي: يدافع عنهم مرة بعد أخرى حسبما تجدد منهم الإضرار بالمسلمين، كما قال ﷾ [كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ] المائدة ٦٤
وقال بعضهم: والمعنى: يدفع عن المؤمنين غوائل المشركين.
وقيل: يُعلي حجتهم.
1 / 235