198

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

ژانرونه

ثم أبو بكر ﵁ (١) ثم أفاض ﵀ بذكر أوجه التفضيل، وقد تعقبه العلماء، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما نساء النبي ﷺ، فلم يقل: إنّهن أفضل من العشرة إلا أبو محمد، ونصوص الكتاب والسنة تبطل هذا القول، وحجته التي احتج بِها فاسدة. ثم قال: وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق ِإليه أحد من السلف (٢).
وأما موضوع المبحث: فقد اختلف العلماء: هل كل فرد من أفراد الصحابة ﵃ أفضل ممن جاء بعده على الإطلاق، أم لا؟
وتحرير محل النزاع في المسألة هو أن يقال:
إن مجموع الصحابة ﵃ أفضل من مجموع من بعدهم.
وأن السابقين للإسلام وأهل الفضل منهم من أصحاب بدر والشجرة، أفضل بأفرادهم ممن جاء بعدهم.
يقول الحافظ ابن حجر: والذي يظهر: أن من قاتل مع النبي ﷺ أو في زمانه بأمره، أو أنفق شيئًا من ماله بسببه، لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنًا من كان، وأما من لم يقع له ذلك، فهو محل البحث (٣).
تحرير المسألة: اختلف العلماء فيه في هذه المسألة على قولين:

(١) ابن حزم: الفصل: ٣/ ٣٣
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى:٤/ ٣٩٥
(٣) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٨

1 / 206