Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
ژانرونه
المؤمنين، تقدمين على فرط صدق، على رسول الله ﷺ وعلى أبي بكر (١).
قال الإمام العيني: إن ابن عباس قطع لعائشة ﵂، بدخول الجنة، إذ لا يقال ذلك إلا بتوقيف، وهذه فضيلة عظيمة، وقال، وحاصل المعنى: أن النبي ﷺ وأبا بكر قد سبقاك وأنت تلحقينهما، وهما قد هيئا لك المنزل في الجنة، فلا تحملي الهم، وأفرحي بذلك (٢) وكان مسروق إذا حدث عنها قال: حدثتني الصادقة بنت الصادق البرة المبرأة، بكذا وكذا .. (٣).
وقد سأل بعض الأساقفة الإمام محمد بن الطيب أبو بكر الباقلاني بحضرة ملكهم فقال: ما فعلت زوجة نبيكم؟ وما كان من أمرها بما رميت به من الإفك؟ فقال الباقلاني: مجيبًا على البديهة: هما امرأتان ذكرتا بسوء: مريم وعائشة، فبرأهما الله ﷿، وكانت عائشة ذات زوج، ولم تأت بولد، وأتت مريم بولد ولم يكن لها زوج - يعني أن عائشة أولى بالبراءة من مريم - وكلاهما بريئة مما قيل فيها، فإن تطرق في الذهن الفاسد احتمال ربية إلى هذه فهو إلى تلك أسرع، وهما بحمد الله منزّهتان مبرأتان من السماء بوحي الله ﷿ (٤).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، في باب فضل عائشة ﵂ (٣٧٧١) (٢) العيني: عمدة القارئ: ١١/ ٤٩١ (٣) الفاكهاني: رياض الأفهام: ١/ ٥١ (٤) ابن كثير: البداية والنهاية: ١١/ ٣٧٦
1 / 149