نقض للكلام النفسي والقديم، ولله الحمد والمنة.
٢ - عدم تطرقه لآراء المعتزلة:
قالت فوقية: إن عدم ورود إشارة عن المعتزلة؛ فلأنه في هذه الرسالة لم يتعرض للمعتزلة. فلماذا يجب أن يزج بهم حيث لا حاجة إليهم؟! فإن الأشعري في هذه الرسالة في معرض الحديث عما يلائم ظروف أهل باب الأبواب الفكرية، فهم يواجهون فئات أخرى غير المعتزلة. إنهم أولًا وقبل كل شيء في حاجة إلى شرح تقريري لأصول السلف، وهو ما فعله الأشعري في هذه الرسالة إليهم (^١). وقد أيد محقق رسالة إلى أهل الثغر ما ذهبت إليه فوقية، وزاد على ذلك بقوله: «هذه الرسالة - أيضًا - رد فيها على المعتزلة؛ عندما أثبت عقيدة السلف. وقد دخل معهم في مناقشات - أيضًا - كما في الاجماعين: الثالث والخامس من هذه الرسالة» (^٢).
قلت: وليس شرطًا أن يتطرق العالم لجميع الفرق في جميع رسائله، فإذا كان الأشعري تخصص في بيان مثالب المعتزلة فليس لزامًا عليه أن يذكرهم في كل ما يكتبه، والتشكيك بعدم صحة نسبة الكتاب إليه بناءً على هذا التعليل غير مقبول البتة.
(^١) انظر الإبانة ص ٧١ بتحقيق فوقية.
(^٢) انظر رسالة إلى أهل الثغر ص ١٠٦، ١٠٧ وانظر الإجماع الثالث ص ٢١٣ والإجماع الخامس ص ٢١٦.