110

Al-Imam Al-Ash'ari: His Life and Doctrinal Evolutions

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

خپرندوی

دار الفضيلة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فلقينا ملك آخر فقال لي: لَمْ تُرَعْ؟ فقصصتها على حفصة، (^١) فقصتها حفصة على رسول الله ﷺ، فقال «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل، فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا» (^٢) فهذه الرؤيا تعامل معها ابن عمر ﵁ بما ينبغي. فلا ريب إذًا أن الرؤيا لها اعتبارها متى ما توفرت الصفات والشروط والاعتبارات الأخرى التي ليس هنا مجال بحثها. كما أن رؤيا النبي ﷺ حقٌ، حيث وردت في ذلك أحاديث كثيرة، لقوله ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي» (^٣). قلت: وهذا لا إشكال فيه عند أهل السنة والجماعة، ولكن، هل ما نقل عن رؤى الأشعري حقيقية أم مكذوبة؟ فالمتأمل في هذه الروايات لمنامات الأشعري يلحظ أنها لا

(^١) هي: أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عدي القرشي، زوجها هو المعصوم ﷺ ووالدها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، تزوجها رسول الله ﷺ قبل أحد، ذكر ابن سعد عدة روايات عن موقف والدها من تزويجها، من أبي بكر وعثمان قبل أن يخطبها الرسول ﷺ، وكانت ﵂، صوامة قوامة، توفيت ﵂ في شعبان في سنة خمس وأربعين في زمن خلافة معاوية ﵁ وهي يومئذ ابنة ستين سنة، انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٨/ ٦٥. (^٢) أخرجه البخاري في صحيحه في أبواب التهجد، باب: فضل قيام الليل، حديث رقم (١١٢١، ١١٢٢)، ومسلم في صحيحه في فضائل الصحابة، فضل عبد الله بن عمر حديث رقم ٢٤٧٩. (^٣) أخرجه البخاري في كتاب التعبير، باب من رأى النبي ﷺ في المنام، حديث رقم ٦٩٩٤، كما أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الرؤيا. باب قوله ﷺ من رآني في المنام فقد رآني، حديث رقم ٢٢٦٦.

1 / 117