Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala
الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى
خپرندوی
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٣هـ
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ژانرونه
(ب) أخذه جميع ماله يوم الهجرة لإِنفاقه على رسول الله ﷺ: حمل الباقي من ماله عندما هاجر مع النبي ﷺ إلى المدينة، ولم يبق لأهله شيئًا، فعن أسماء بنت أبي بكر ﵂ قالت: لما خرج رسول الله ﷺ وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر معه ماله كله، خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، فانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: قلت: كلَّا يا أبت، قد ترك لنا خيرًا كثيرًا، قالت: فأخذت أحجارًا فجعلتها في كوة (١) في البيت - كان أبي يجعل فيها ماله - ثم جعلت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده فقلت: ضع يا أبت يدك على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ، قالت: " ولا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكن أردت أن أسكِّن الشيخ بذلك " (٢).
(جـ) تصدُّقه بماله كله في غزوة تبوك: وعن عمر بن الخطاب ﵁ قال: «أمرنا رسول الله ﷺ أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله ﷺ: " ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر ﵁ بكل ما عنده، فقال له رسول الله ﷺ: " ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا» (٣).
(١) الكوة: ثقب في الحائط. انظر: القاموس المحيط: باب الواو، فصل الكاف، ص ١٧١٣.
(٢) أخرجه أحمد ٦/ ٣٥٠، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ٥٩. ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع، وعزاه للطبراني أيضًا، وانظر أيضًا. البداية والنهاية ٣/ ١٧٩، وتاريخ الخلفاء للإِمام السيوطي ص ٣٩، وحياة الصحابة للكاندهلوي ٢/ ١٦٤.
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر ﵄ ٥/ ٦١٤، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود في الزكاة، باب الرخصة في ذلك - أي الرخصة في إخراج المال كله - ٢/ ١٢٩، والدارمي في الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده ١/ ٤٣٢٩ وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي ١/ ٤١٤، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٣٢.
1 / 214