لأنكم ظلمتم؛ لا ظرفية اسمية كما ذكره الشارح (^١)، واعتذر لتأخير الفعل بالضرورة الشعرية، معلِّلًا بالقواعد النحوية، فإن "إذ" يضاف (^٢) إلى الجملة الاسمية والفعلية؛ نحو: جئت إذ قام زيد، وإذ يقوم زيد، وإذ زيد يقوم، وأما إذ زيد قام، فمستقبح عندهم لأنهم لا يفصلون (^٣) بينها وبين الفعل الماضي.
ثم المراد بـ"خير القرون" الصحابة فإنهم خير القرون الآتية والماضية؛ لشهادة قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ﴾ [آل عمران: ١١٠]، وهذا لا ينافي ما ورد عنه ﷺ أنه قال: (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) (^٤)؛ حيث أريد به القرون الآتية، بدليل قوله: (ثم يجيء قوم تسبق شهادةُ (^٥) أحدِهم يمينَه ويمينُه شهادتَه) (^٦)، وفي رواية: (ثم يفشو الكذب) (^٧)؛ لا الماضية كما ذهب إليه الشارح وقال: (معناه -والله أعلم- خير القرون الماضية قرني، ثم الذين يلونهم كذلك خير من القرون الماضية، ثم الذين يلونهم كذلك، فيكون كل قرن من القرون المذكورة في الحديث خيرًا من القرون الماضية قبل هذه الأمة؛ فلا يعارض هذا الحديثُ حديثَ (^٨) "أمتي كالمطر لا يُدْرَى أوله خير أم