Useful Fatwas for the People of the Era
الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً
ایډیټر
حسين الجمل
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د چاپ کال
۱۴۱۱ ه.ق
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
ستاسې وروستي لټونونه به دلته ښکاره شي
Useful Fatwas for the People of the Era
ابن تیمیه (d. 728 / 1327)الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً
ایډیټر
حسين الجمل
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د چاپ کال
۱۴۱۱ ه.ق
د خپرونکي ځای
المملكة العربية السعودية
(١١) ما تقول السادة أئمة المسلمين (٨/ ٦٣ _ ٦٥):
في جماعة اختلفوا في قضاء الله وقدره : خيره وشره ، منهم من يرى أن الخير من الله تعالى والشر من النفس خاصة ؟
أفتونا مأجورين .
فأجاب الشيخ - رضي الله عنه :
مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق كل شيء ، وربه ، ومليكه ، لا رب غيره ، ولا خالق سواه . ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وهو على كل شيء قدير ، وبكل شيء عليم ، والعبد مأمور بطاعة الله ، وطاعة رسوله ، منهي عن معصية الله ، ومعصية رسوله ، فإن أطاع كان ذلك نعمة ، وإن عصى كان مستحقاً للذم والعقاب ، وكان الله عليه الحجة البالغة ، ولا حجة لأحد على الله تعالى ، وكل ذلك كائن بقضاء الله وقدره ومشيئته وقدرته ، لكن يحب الطاعة ويأمر بها ، ويثيب أهلها على فعلها ويكرمهم ، ويبغض المعصية ، وينهى عنها ، ويعاقب أهلها ، ويهينهم ، وما يصيب العبد من النعم فالله أنعم بها عليه ، وما يصيبه من الشر فبذنوبه ومعاصيه ، كما قال تعالى: ﴿ وما أصابكم من مصيبة فما كسبت أيديكم ﴾ [ الشورى : ٣٠ ]
وقال تعالى : ﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ [ النساء : ٧٩ ]
أي ما أصابك من خصب ونصر وهدى فالله أنعم به عليك ، وما أصابك من حزن وذل وشر فبذنوبك وخطاياك ، وكل الأشياء كائنة بمشيئة الله وقدرته وخلقه، فلابد أن يؤمن العبد بقضاء الله وقدره، وأن يوقن العبد بشرع الله وأمره .
فمن نظر إلى الحقيقة القدرية ، وأعرض عن الأمر والنهي والوعد والوعيد ، كان مشابهاً للمشركين ، ومن نظر إلى الأمر والنهي ، وكذّب بالقضاء والقدر ، كان مشابهاً للمجوسيين ، ومن آمن بهذا وبهذا، فإذا أحسن حمد الله تعالى ، وإذا أساء استغفر الله تعالى ، وعلم أن ذلك بقضاء الله وقدره ، فهو من المؤمنين ،
32