27

Useful Fatwas for the People of the Era

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

ایډیټر

حسين الجمل

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د چاپ کال

۱۴۱۱ ه.ق

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

وهى منزلة الفاسق، وليس بمؤمن ولا كافر، وهم المعتزلة، وهؤلاء يقولون: إن أهل الكبائر يخلدون في النار، وإن أحداً منهم لا يخرج منها، وهذا من ((مقالات أهل البدع)) التي دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان على خلافها، قال الله تعالى: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما﴾ إلى قوله: ﴿إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم﴾ [الحجرات: ٩ - ١٠] فسماهم مؤمنين وجعلهم إخوة مع الاقتتال، وبغى بعضهم على بعض، وقال الله تعالى: ﴿فتحرير رقبة مؤمنة﴾ [النساء: ٩٢] ولو أعتق مذنباً أجزأ عتقه بإجماع العلماء.

ولهذا يقول علماء السلف في المقدمات الاعتقادية: لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، ولا تخرجه من الإسلام بعمل، وقد ثبت الزنا والسرقة وشرب الخمر على أناسٍ في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يحكم فيهم حكم من كفر، ولا قطع الموالاة بينهم وبين المسلمين، بل جلد هذا، وقطع هذا، وهو في ذلك يستغفر لهم ويقول: لا تكونوا أعوان الشيطان على أخيكم(١). وأحكام الإسلام كلها مرتبة على هذا الأصل.

(الطرف الثاني): قول من يقول: إيمانهم باق كما كان لم ينقص، بناءً على أن الإيمان مجرد التصديق والاعتقاد الجازم وهو لم يتغير، وإنما نقصت شرائع الإسلام، وهذا قول المرجئة والجهمية ومن سلك سبيلهم، وهو أيضاً مخالف للكتاب والسنة وإجماع السابقين والتابعين لهم بإحسان.

(١) رواه البخاري (١٩٦/٨) وأحمد (٧٩٧٣) وأبو داود (٤٤٧٧) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُتِي برجل قد شرب فقال: (( اضربوه )) قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لا تقولوا هكذا، ((لا تعينوا عليه الشيطان)). لفظ أبي داود، وزاد أحمد: ((ولكن قولوا: رحمك الله )).

27