190

در مندود

الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

پوهندوی

بوجمعة عبد القادر مكري ومحمد شادي مصطفى عربش

خپرندوی

دار المنهاج

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۶ ه.ق

د خپرونکي ځای

جدة

وفي رواية: «ألا أخبركم بأبخل الناس؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ ... فذاك أبخل الناس» «١» . وفي أخرى: «إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ» «٢» ﷺ، والحديث غريب، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن فيهم مبهما. والبخل معناه اللغوي: إمساك ما يقتنى عمن يستحقه، وأريد به هنا: التكاسل عن هذه العبادة العظيمة. - ومنها: أن من لم يصلّ عليه ﷺ عند ذكره.. ملعون ذكر أبو نعيم في «الحلية»: (أن رجلا مرّ بالنبي ﷺ ومعه ظبي قد اصطاده، فأنطق الله ﷾ الذي أنطق كل شيء الظبي، فقال: يا رسول الله؛ إن لي أولادا وأنا أرضعهم، وإنهم الآن جياع، فأمر هذا أن يخليني حتى أذهب فأرضع أولادي وأعود، قال: «فإن لم تعودي؟»، قالت: إن لم أعد.. فلعنني الله ﷿ كمن تذكر بين يديه فلا يصلّي عليك، أو كنت كمن صلّى ولم يدع، فقال النبي ﷺ: «أطلقها وأنا ضامنها»، فذهبت الظبية، ثم عادت، فنزل جبريل ﵇ وقال: يا محمد؛ الله يقرئك السلام، ويقول لك: وعزتي وجلالي؛ أنا أرحم بأمتك من هذه الظبية بأولادها، وأنا أردهم إليك، كما رجعت الظبية إليك ﷺ «٣» . - ومنها: أن من ذكر ﷺ عنده فلم يصلّ عليه ألأم الناس

(١) أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي ﷺ (٢٩)، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢/ ٨٠٥) . (٢) أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (٥٩/ ٣٣٥)، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي ﷺ» (ص ٤٥)، وذكره ابن كثير في «تفسيره» (٣/ ٥١٢) . (٣) كذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٣٠٣) لأبي نعيم في «الحلية»، وانظر لتمام الفائدة قول الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث في «الفتح» (٦/ ٥٩٢) .

1 / 196