Ad-Durar al-Multaqata
الدرر الملتقطة
ژانرونه
ونحن نرجو من الله الكريم ان يكون قد هداه قبل مشاهدته الدار الاخرة ، برجوعه عن هذا الاعتقاد السخيف المخالف للاجماع والاخبار المستلزم للكفر ، اعاذنا الله من موبقات الاسلام ، وما يمنعنا عن الوصول الى دار السلام بمحمد وآله الكرام عليهم السلام.
أقول : وفي كلام المعقب ايضا نظر.
أما أولا : فلان معنى خلق شيء من شيء جعل ذلك الشيء ، وهو مدخول من مبدأ تكونه ومنشأ وجوده ، كخلق الانسان من الطين او النطفة ، قال الله تعالى « ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين » (1).
فالانبياء والاوصياء لكونهم من سنخ الانسان ، مخلوقون : اما من طين ، او من ماء مهين وهي النطفة.
فكيف يقال : انهم خلقوا من تلك المادة ، وهي بدون الحياة غير قابلة للعلم والدين ، ومعها لان يخلق منها سادة الانبياء والاوصياء المرضيين.
والظاهر من كلامه ان مراده ان وصف الماء بأنه حامل لدينه وعلمه مجاز ، باعتبار انه سيصير جزء ماديا لمن هو حامل لدينه وعلمه ، وهذا كما ترى مع انه لا اختصاص له بالماء ، بل سائر العناصر كذلك.
الا ان يقال : ان الماء لما كان اول حادث من اجرام هذا العالم خص بذلك ، وهذا بعيد من كلامه.
ثم ان الحديث انما دل على ان حملة هذا العلم والدين ، هم نبينا واوصياؤه لا قاطبة الانبياء والاوصياء عليهم السلام.
وأما ثانيا ، فلان معنى حمل العمل ، لكونه عرضا من الكيفيات النفسانية القائمة بها هو الاتصاف به ، فكل من اتصف بعلم فهو حامله ، وذلك العلم
مخ ۱۲۷