Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

Ibn Wahb al-Katib d. 336 AH
61

Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

البرهان في وجوه البيان

پوهندوی

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

خپرندوی

مكتبة الشباب (القاهرة)

د خپرونکي ځای

مطبعة الرسالة

ژانرونه

عندهم، وكلما كان المشبه منهم في تشبيهه ألطف كان بالشعر أرعف، وكلما كان إلى المعنى أسبق كان بالحذق أليق. والتشبيه ينقسم قسمين: تشبيه الأشياء في ظواهرها وألوانها ومقدارها كما شبهوا اللون بالخمر، والقد بالغصن، وكما شبه الله ﷿ النساء في ورقة ألوانهن بالياقوت، وفي نقاء أبشارهن بالبيض [قال تعالى: ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾] وكما قال الشاعر: (كأن بيض نعام في ملاحفها ... إذا اجتلاهن قيظ ليلة ومد) وقال آخر: (أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ... لك اليوم من بين الوحوش صديق) (فعيناك عيناها وجيدك جيدها ... ولكن عظم الساق منك دقيق) وقال آخر: (وردت اتساقًا والثريا كأنها ... على قمة الرأس ابن ماء محلق) ومنه تشبيه في المعاني كتشبيههم الشجاع بالأسد، والجواد بالبحر، والحسن الوجه بالبدر، وكما شبه الله ﷿ أعمال الكافرين في تلاشيها مع ضلالتهم أنها حاصلة لهم بالسراب الذي إذا دخله الظمآن الذي قد وعد

1 / 108