96

Al-Budur Al-Mudiya fi Tarajem Al-Hanafiyah

البدور المضية في تراجم الحنفية

خپرندوی

دار الصالح ومكتبة شيخ الإسلام

شمېره چاپونه

الثانية

د چاپ کال

۱۴۳۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

القاهرة ودكا

سلول أن لا يخرج، وكان ذلك رأي الأكابر من المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله ﷺ: امكثوا في "المدينة"، واجعلوا النساء والذراري في الآطام، فقال فتيان أحداث لم يشهدوا بدرا، فطلبوا من رسول الله ﷺ الخروج إلى عدوهم، ورغبوا في الشهادة، وقالوا: اخرج بنا إلى عدونا، فغلب على الأمر الذي يريدون الخروج، فصلى رسول الله ﷺ الجمعة بالناس، ثم وعظهم، وأمرهم بالجد والجهاد، وأخبرهم أن لهم النصر ما صبروا، وأمرهم بالتهيؤ لعدوّهم، ففرح الناس بالشخوص، ثم صلى بالناس العصر، وقد حشدوا، وحضر أهل العوالي.
ثم دخل رسول الله ﷺ بيته، ومعه أبو بكر وعمر، فعمماه، ولبساه، وصفّ الناس له، ينتظرون خروجه، فقال لهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير: استكرهتم رسول الله ﷺ على الخروج، والأمر ينزل عليه من السماء، فردوا الأمر إليه، فخرج رسول الله ﷺ قد لبس لأمته، وأظهر الدرع، وحزم وسطها بمنطقة من أدم من حمائل السيف، واعتم، وتقلد السيف، وألقى الترسَ في ظهره، فندموا جميعا على ما صنعوا، وقالوا: ما كان لنا أن نخالفك، فاصنع ما بدا لك، فقال رسول الله ﷺ: لا ينبغي لني إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه، فانظروا ما أمرتكم به، فافعلوه، وامضوا على اسم الله، فلكم النصر ما صبرتم، ثم دعا بثلاثة أرماح، فعقد ثلاثة ألوية، فدفع لواءَ الأوس إلى أسيد بن حضير، ودفع لواءَ الخزرج إلى الحباب بن المنذر، ويقال: إلى سعد بن عبادة، ودفع لواءه لواء المهاجرين إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ويقال: إلى مصعب بن عمير، واستخلف على "المدينة" عبد الله بن أم مكتوم.

1 / 100