Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen
الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
خپرندوی
دار الفاروق للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
د خپرونکي ځای
عمان
ژانرونه
" وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ الله ﷺ " (^١).
وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا (^٢) مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ (^٣)، قَالَتْ: فَلَمَّا كَبِرَتْ، جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ الله ﷺ لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، فَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ، يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ، يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ" (^٤).
حجرتها ﵂ -
أسكن المصطفى ﷺ عائشة ﵂ في حجرة ملاصقة للمسجد النَّبويِّ، وكان النَّبيُّ ﷺ قد بنى حجرات لأمّهات المؤمنين بعد بناء المسجد، وقد جاء ذكر تلك الحجرات في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤)﴾ [الحجرات]، وفي الصَّحيح، قال ﷺ: "مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ - يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ - رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ" (^٥).
وكان النَّبيُّ ﷺ إذا اعتكف يمدّ رأسه إلى عائشة ﵂ مِن المسجد ويُدْنِيه منها، فتغسله وتسرّحه، تقول عائشة ﵂: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصْغِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ
_________
(^١) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٣/ص ١٦٥) كتاب الشّهادات.
(^٢) المسلاخ: الجلد، ومعناه أن أكون أنا هي، كَأَنَّهَا تَمنَّت أَنْ تكونَ في مثْل هدْيها وطريقتها.
(^٣) قوّة نفس وصلابة في الدّين.
(^٤) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٥/ج ١٠/ص ٤٨) كتاب النّكاح.
(^٥) البخاريّ "صحيح البخاري" (م ٤/ج ٨/ص ٩٠) كتاب الفتن.
1 / 35