Al-Athar al-Marwiyah ‘an A’immah as-Salaf fi al-‘Aqidah min Khilal Kutub Ibn Abi ad-Dunya
الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا
خپرندوی
الجامعة الإسلامية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
د خپرونکي ځای
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
ژانرونه
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
عمادة البحث العلمي - رقم: (١٣٠)
الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة
من خلال كتب ابن أبي الدنيا «جمعًا ودراسة»
تأليف
الدكتور حميد بن أحمد نعيجات
[الجزء الأول]
ناپیژندل شوی مخ
(ح) الجامعة الإسلامية ١٤٣١ هـ
فهرس مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
نعيجات، حميد بن أحمد
الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا جمعًا ودراسة / حميد أحمد نعيجات. - المدينة المنورة، ١٤٣١ هـ.
٣ مج.
ردمك: ٥ - ٦٢٧ - ٠٢ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (مجموعة)
٢ - ٦٢٨ - ٠٢ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (ج ١)
١ - ابن أبي الدنيا، عبد اللَّه بن محمد، ت ٢٨١
٢ - العقيدة الإسلامية
أ. العنوان
ديوي: ٢٤٠ ... ٤٠٢٠/ ١٤٣١
رقم الإيداع: ٤٠٢٠/ ١٤٣١
ردمك: ٥ - ٦٢٧ - ٠٢ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (مجموعة)
٢ - ٦٢٨ - ٠٢ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (ج ١)
أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه نوقشت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وحصلت على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
الآراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجامعة
جميع حقوق الطبع محفوظة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
1 / 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدِّمة معالي مدير الجامعة الإسلاميَّة
الحمد للَّه الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم، والصَّلاة والسَّلام على رسول الهدى الذي أمر بالعلم قبل العمل، فبه ارتفع وتقدّم، وعلى آله وأصحابه ومَنْ بأثره اقتفى والتزم، وبعد:
فإن الاشتغال بطلب العلم والتفقّه في الدّين من أجلّ المقاصد وأعظم الغايات وأولى المهمّات؛ لذلك ندب إليه الشَّارع الحكيم في كثير من نصوص كتابه، وأمَرَ نبيّه ﷺ بالزيادة منه؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢].
وقال جلّ وعلا: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].
وقد رتّب النبي ﷺ الخير كلّه على التفقّه في الدّين فقال ﷺ: "من يرد اللَّه به خيرًا يفقّهه في الدين" متّفق عليه وقال ﷺ: "النَّاس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" متّفق عليه، وهذا مما يدلّ على أهميته وعظم شأنه.
لذلك كان الاهتمام بالعلم الشّرعيّ المستمّد من الكتاب والسنّة وفهمِ السَّلف الصَّالح هو الهدف الأسمى لمؤسس هذه الدّولة المباركة الملك عبد العزيز يرحمه اللَّه وكذلك أبناؤه من بعده الذين كانت لهم اليد الطولى وقَدَمُ السبقِ. في الاهتمام بالعلم وأهله؛ فأولوه عنايةً فائقةً، وخصّوه بجهود مباركة، ظهرت آثارها على البلاد والعباد.
1 / 5
وكان لخادم الحرمين الشَّريفين الملك عبد اللَّه بن عبد العزيز -حفظه اللَّه- جهودٌ واضحةٌ استوتْ على سوقها ووفّقتْ لمقصودها، ومن ذلك أمره بزيادة عدد الجامعات، وفتح جميع الوسائل ذات العلاقة بالتطوير والتنقيح والتأليف والنَّشر كعمادات ومراكز البحث العلميّ في شتّى الجامعات وعلى رأسها الجامعة الإسلاميَّة -العالمية- بالمدينة المنوّرة التي أولت البحث العلميّ اهتمامًا بالغًا وجعلته غاية من غاياتها وهدفًا من أهدافها.
ومن هنا فعمادة البحث العلميّ بالجامعة تهتم بالبحوث العلميَّة نشرًا وجمعًا وترحمة وتحكيمًا في داخل الجامعة وخارجها؛ من أجل النُّهوض بالبحث العلميّ، والتشجيع على التَّأليف والنّشر، ومن ذلك كتاب: [الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا جمعا ودراسة] تأليف الدّكتور/ حميد بن أحمد نعيجات.
أسأل اللَّه أنْ يوفّقنا جميعًا لما يحبّ ويرضى ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلّى اللَّه وسلّم وبارك على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد للَّه ربِّ العالمين.
مدير الجامعة الإسلاميَّة
أ. د/ محمد بن علي العقلا
1 / 6
شكر وتقدير
بادئ ذي بدء لا يسعني إلا أن أقدم بين يدي هذه الرسالة العلمية، وأتوج جبين هذه الآثار السلفية، وأزين جيدها بحلل الشكر البهية، التي أتوجه بها إلى الخالق رب البرية، المنعم على عباده بالنعم الخفية والجلية، فله خالص الشكر، وطيب الذكر، فالعجز عن موافاة نعمه من طبيعة البشر.
كما أهتبلها فرصة مناسبة لتسطير أسمى مشاعر الفضل والعرفان، لأهل هذه البلاد الطيبة الأركان، التي أقمتُ في رحابها برحابة صدور الأهل والإخوان، وجاورت بمدينة سيد ولد عدنان، متعلما ومتربيا وناهلا من علوم أهل الإيمان.
وأخص بالذكر فضيلة شيخي ومشرفي الشيخ الدكتور محمد بن ربيع بن هادي المدخلي، الذي تفضل بالإشراف على هذه الرسالة، إلى أن اكتملت وخرجت في هذه الصورة، وكان نعم الموجه والمشجع في رحابة صدر، ودقة ملاحظة ولين جانب، وحرص على الرقيِّ بمستوى الرسالة إلى أعلى درجاتها فجزاه اللَّه عني خيرًا.
وكلًّا من أصحاب الفضيلة المشايخ: الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد نور سيف، والشيخ الدكتور عبد الرحمن الرشيدان، والشيخ الدكتور صالح العقيل، الذين استفدت من ملاحظاتهم العلمية وفوائدهم الحديثية، لا سيما في التخريج والتراجم.
وقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية وأخص بالذكر مديره فضيلة
1 / 7
الأستاذ أحمد الرحيلي الذي تعاون معي في تصوير كل مخطوطات ابن أبي الدنيا المتوفرة.
كما أتوجه بالشكر الجزيل للمناقشين الفاضلين اللذين تفضلا بقبول مناقشة هذه الرسالة وتفريغ جزء من وقتهما الثمين لتقويم هذا البحث، صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عطية الغامدي. وفضيلة الدكتور عبد اللَّه دمفو، الذي عايش هذا البحث منذ بداياته الأولى، وتعاون معى بكل ما يمكنه، فتفضَّل بتزويدي بالمخطوطات النادرة لمصنفات ابن أبي الدنيا، وكذلك طبعات كتبه المختلفة، مع بحثه القيم في تلك الطبعات وتقويمها.
1 / 8
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد للَّه نحمده ونستيعنه ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ (^١)، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ (^٢)، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ (^٣)، أما بعد:
فإن من أهم ما يجب على أهل الحق، أتباع الأنبياء والمرسلين -بعد العمل به- بيانه وتوضيحه، والدعوة إليه، والصبر والثبات على ما ينالهم في سبيل ذلك.
هذا وإن الدعوة إلى منهج السلف وسلوك طريقهم في العمل بهذا الدين وأحكامه، والاهتداء بهديه والالتزام بنصوصه، يتطلب تصوّر هذا الأمر وتقريب واقع تعاملهم مع ما ورثوه عن سيد المرسلين إلى الأنظار والأفهام، وذلك موقوف على تقليب صفحات كتبهم التي ألفوها في تلك
_________
(^١) سورة آل عمران، من الآية (١٠٢).
(^٢) سورة النساء، الآية (١).
(^٣) سورة الأحزاب، الآية (٧٠).
1 / 9
القرون المشرقة، والأزمان الفاضلة، وبحمد اللَّه وفضله أنهم نهضوا بهذا الواجب، وسدّوا هذا الجانب، ولم يتركوا ذريعة للمُجانب، يتذرّع بها إلى بدعة ويعاند.
ولا شكّ أن التأليف في كل عصر له ميزاته، ومن أهم ميزات تلك الفترة أن كلام السلف كان قليلا كثير البركة، وعلى قِلَّتِه فإنه مبثوث مفرّق في عدّة أنواع من الكتب، فمنهم من ألف كتبا حسب مواضيع معيّنة كالفقه والأخلاق والاعتقاد، ومنهم من ألف موسوعات كبيرة ضَمَّنَها كثيرًا من الآثار في مختلف العلوم، ككتب التراجم والتواريخ والجرح والتعديل وغير ذلك.
وإن من أولئك السلف الذين اهتموا بالآثار جمعا ودراسة وتصنيفا، الإمام العلامة الذي ذاع صيته وطبَّقَت شهرته وانتشرت كتبه، حتى إنه ليعرفه القاصى والداني، ذلك هو الإمام الهمام ابن أبي الدنيا ﵀، وهو اسم على مسمّى فقد ملأت الدنيا كتب ابن أبي الدنيا، حيث صنّف كتبا عديدة اشتملت على ثروة أثرية وأقوال سلفية قلّما توجد عند غيره، مع جودة التصنيف وتنوع التأليف، فألف في عدّة أبواب من أبواب العلوم الشرعية، اشتهرت -عند الناس- بأنها كتب زهدية وتآليف وعظية، لكن نظرة عابرة في هذه الكتب تعطي فكرة جديدة وانطباعا مغايرا، دفعاني -مع غيرهما من الأسباب- لأن أجعل موضوع بحثى لمرحلة الدكتوراة -إن شاء اللَّه- في جمع الآثار العقدية الواردة في كتب ابن أبي الدنيا، وذلك لما يلي:
1 / 10
أسباب اختيار الموضوع
١ - غزارة المادة العلمية المتوفرة في كتبه، لا سيما في بعض الأبواب كأحكام الإمامة والفتن والاتِّباع والتوحيد.
٢ - تألفيه كتبا مفردة في بعض مسائل الاعتقاد على طريقة السلف بذكر النصوص من الكتاب والسنة والآثار، لكنها تحتاج إلى تبويب وترتيب وتحقيق وتعليق، وفق المناهج العلمية وكتب الاعتقاد المشهورة، لتكمل الاستفادة منها ويحصل المقصود.
٣ - جمع المتناثر وضم المتشابه وصياغته في موضع واحد، فيكون هذا البحث كالمنتقى والمنتخب من هذه الكتب المتفرّقة، فيغطي هذا الجانب ويقرّب المتباعد، وهذه الطريقة في التأليف كانت مشهورة ومنتشرة.
٤ - قد تبيَّن لي بعد مطالعة ما يقارب أربعين كتابًا من كتبه ﵀ أنه كان يقصد من تأليفه معالجة قضايا عصره، ومواجهة الانحراف العقدي الطارئ في وقته، ولم يكن مجرّد ناقل للآثار وسارد للأخبار، ويظهر ذلك في العناوين المميزة لكتبه الكثيرة، وحسن تبويبه للآثار، وبيانه أحيانا المشكل منها وتوجيهه.
٥ - حرصه على نقل آثار السلف الأئمة، كالحسن البصري وعمر بن عبد العزيز وأيوب السختياني وأمثالهم، وابتعاده -إلى حدّ كبير- عن أخبار الصوفية وشطحاتهم، رغم أنه كان يؤلّف في مواضيع كَثُر كلامهم
1 / 11
فيها، فتعتبر كتبه تأصيلا سلفيا لهذه المسائل الكبيرة المتعلقة بالاعتقاد والهدي العام.
٦ - كون كتبه من مظان الغريب والأفراد، مما يفيد وجود آثار لا توجد عند غيره، وقد نص على ذلك من له عناية ببعضها، مثل: د: نجم خلف، د: مصلح الحارثي.
٧ - كونه في مجال تخصّصي، ويشتمل على غالب أبواب الاعتقاد، إن لم تكن كلها.
1 / 12
أهمية الموضوع
تكمن أهمية البحث في هذا الموضوع في عدة أمور، أختصرها فيما يلى:
١ - مكانة ابن أبي الدنيا العلمية البارزة بين علماء عصره ومن أتى بعدهم ممن اهتم بكتبه، كأبي نعيم والخطيب البغدادي وابن عساكر، فهو أصل لهم في كتبهم جميعا، ولا شك أنهم ينتقون ولا يوردون كل ما ورد عنده، وقد وقفت على آثار كثيرة يغلب على ظني أنها من أفراده، لا سيما وأنه من مظان الأفراد والغريب، كما نص على ذلك علماء الحديث، وكما أشار محققو كتبه -وبعضها رسائل علمية- أنهم لم يقفوا عليها إلا عند المصنف.
٢ - مكانته التوجيهية والإصلاحية حيث كان مؤدبا لأبناء الخلفاء، وكان من نتائجه الميمونة عليهم أن الخليفة المعتضد باللَّه إضافة إلى مآثره الكثيرة -أقتصر على ما يخص جانب الاعتقاد-، ذكر عنه الذهبي أنه منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها، ومنع القُصاص والمنجمين من الجلوس في الطريق، وأخمد فتنًا كثيرة كان يسير إليها بنفسه، وأبطل وقد النيران وشعار النيروز، وهكذا المكتفي باللَّه الذي حارب القرامطة وكان حسن السيرة محبوبا عنده الرعية، كما أنه كان مشاركا في عملية الإصلاح الدعوي بكتبه التي تناولت مواضيع هادفة.
٣ - مكانته عند المؤلفين في الاعتقاد حيث اعتمد من سار بعده على طريقة السلف في العقيدة على مروياته والآثار التي أوردها في كتبه،
1 / 13
كاللالكائي في كرامات الأولياء (١٣٠) رقم (٦٩)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (٩)، والأسماء والصفات في مواضع.
٤ - كثرة شيوخه الذين روى عنهم مما يفيد كثرة الآثار وتنوعها.
٥ - شيوخه الذين كانوا من أئمة السنة كأحمد بن حنبل حيث ذكره ابن الجوزي في أعيان أصحابه وأتباعه، وكان يسأل الإمام أحمد وعمره عشر سنين، ولازم أبا عبيد القاسم بن سلام وكان من قدماء شيوخه، وصحب -مُبَكِّرًا- الإمام ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى.
٦ - تفرق الآثار التى رواها في كتب كثيرة قلما تجتمع عند أحد إلا بجهد وتتبع، إضافة إلى وجودها في غير مظانها، وفي كتب لا توحى عناوينها إلى مضمون تلك الآثار، ككتاب الصمت وذم الدنيا وغيرهما.
٧ - كون الآثار المروية لا تتجاوز القرون المفضلة حيث كانت وفاته سنة (٢٨١ هـ)، فكانت غالب الآثار من القرنين الأولين الفاضلين مما يزيد من أهمية البحث فيها وجمعها، فقد صورت منهج السلف الأوائل لا سيما وأنها مشتملة لعامة أبواب الاعتقاد.
٨ - كونه ﵀ ألف كتبا عديدة في مسائل الاعتقاد، كالإخلاص، والقبور، وأعلام النبوة، وإنزال الحاجة باللَّه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والأهوال، والأولياء، والبعث، والنشور، والتوكل، وحسن الظن باللَّه، والرضا عن اللَّه، واليقين، والرقى، وسدرة المنتهى، والسنة (ولا شك أن المقصود به في تلك
1 / 14
العصور: العقيدة السلفية الأثرية) والشكر، وصفة الجنة، وصفة الصراط، وصفة الميزان، والمجوس، وفضائل كثير من الصحابة كالخلفاء الأربعة، واعتنى بالتأليف في مسائل الفتنة فألف في مقتل على والحسين والزبير وابنه وطلحة وعثمان وعمر ﵃، وسعيد بن جبير، وغير ذلك.
٩ - منهجه المتميّز ﵀ بتوجيه بعض الآثار المشكلة، حيث يذكر آثارا في التسليم بالقدر مثلا ظاهرها قد يكون فيه لمذهب التصوف متمسك في التسليم بالقدر دون معارضته باتخاذ الأسباب، ثم يذكر آثارا توجه ذلك بأنه بعد وقوع القدر يجب التسليم به أما قبله فيجب اتخاذ الأسباب، ومثل ذلك في ما ورد عن بعض السلف من تمني الموت، وتمني أن لا يكونوا خلقوا وهكذا، وهذا يظهر قيمة الآثار التي يوردها في كونها نوعية منتقاة وليس مجرد ناقل ل هو مدقِّق وفاحص وقاصد لما يورد.
١٠ - احتواؤه على ثروة شعرية كبيرة تتعلق بالعقيدة الصحيحة وتدافع عنها.
١١ - إبراز جانب هام من جوانب هذا الإمام وتصحيح النظرة العامة إليه وإلى كتبه وأنها ليست مجرد آثار زهدية وعظية، بل هي آثار عظيمة في بيان منهج السلف عامة وفيما طرقه من موضوعات خاصة.
1 / 15
منهج البحث
١ - جمع الآثار العقدية من خلال كتب ابن أبي الدنيا المطبوعة والمخطوطة.
٢ - ترتيبها على أبواب العقيدة المعروفة.
٣ - إذا ناسب إيراد الأثر في أكثر من باب، أكرِّره وأنبه على ذلك، مع العناية بالباب الأكثر مناسبة.
٤ - إذا طال الأثر أبرز -بخط عريض أو مغاير- موضع الشاهد منه.
٥ - تخريج الآثار بذكر مواضعها، مع الحكم عليها، من خلال أقوال العلماء أو دراسة أسانيدها؛ إذا لم أسبق إلى الحكم عليها.
٦ - دراسة الآثار دراسة عقدية بذكر تعليق ختامي في نهاية كل مسألة، مع عدم إغفال التعليقات الهامشية التي تثري البحث وتنبه على بعض الفوائد المهمة.
٧ - أترجم لصاحب الأثر من رجال الإسناد فقط، إلا إذا اقتضت الدراسة الحديثية بيان حال أحد الرواة للحكم على الأثر.
٨ - عزو الآيات إلى مواضعها في المصحف.
٩ - شرح ما يحتاج إلى شرحه من الغريب.
١٠ - التعريف بالمواضع والأماكن والفِرَق.
١١ - ترتيب الآثار حسب الأهمية فأبدأ بالأكثر وضوحا، وإذا كان فيها مشكل أبدأ به ثم أختم بالآثار الموجهة له أو المبيّنة للمراد منه.
1 / 16
١٢ - ذكر الأثر مسندا كما ورد عند ابن أبي الدنيا، وأكتفي من المكرر بذكر أحد مواضعه مع الإحالة على غيرها، والاهتمام بها عند التخريج.
١٣ - العناية بتصحيح النص سندا ومتنا، وذلك باعتماد أحسن الطبعات والمقابلة على المخطوط إذا دعت الحاجة.
١٤ - ترقيم الآثار ترقيما تسلسليا.
١٥ - الاكتفاء بترجمة موجزة لابن أبي الدنيا.
١٦ - تذييل الرسالة بفهارس علمية تسهل الاستفادة منها، وتشمل:
- فهرس الآيات القرآنية.
- فهرس الأحاديث النبوية.
- فهرس الآثار.
- فهرس الأبيات الشعرية.
- فهرس الأعلام.
- فهرس الفرق والطوائف.
- فهرس المصادر والمراجع.
- فهرس الموضوعات.
1 / 17
خطة البحث
هذا وقد قسمت البحث في هذا الموضوع وفق الخطة التالية:
المقدمة: وتشمل التعريف بالبحث وأهميته وأسباب اختياره.
تمهيد: في ترجمة موجزة لابن أبي الدنيا (^١).
وفيه فصلان:
الفصل الأول: دراسة جوانبه الشخصية.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه.
المبحث الثاني: مولده ونشأته.
المبحث الثالث: وفاته.
الفصل الثاني: دراسة جوانبه العلمية.
وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: طلبه للعلم ورحلاته.
المبحث الثاني: شيوخه وتلاميذه.
المبحث الثالث: عقيدته ومذهبه في الفروع.
_________
(^١) أعتني فيها ببسط وإبراز ما يتعلق بمجال تخصصي، وأكتفي في المجالات الأخرى بمختصر للتراجم الموسعة إلى ذكرها من ترجم له في رسائل علمية؛ حيث حققت بعض مخطوطات المصنف في رسائل علمية توسع فيها أصحابها في ترجمته كالدكتور نجم عبد الرحمن خلف والدكتور مصلح الحارثي.
1 / 18
المبحث الرابع: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
المبحث الخامس: آثاره العلمية.
الباب الأول: الآثار الواردة في الاتباع والابتداع.
وفيه فصلان:
الفصل الأول: الآثار الواردة في الاتباع.
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: الآثار الواردة في تعظيم السلف للكتاب والسنة.
المبحث الثاني: الآثار الواردة في ترك ما ليس للعبد فيه سلف.
المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهى عن الكلام في العلماء.
المبحث الرابع: الآثار الواردة في الهدي العام للسلف في السلوك.
الفصل الثاني: الآثار الواردة في الابتداع.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الآثار الواردة في خطورة البدع.
وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: الآثار الواردة في نهي السلف عن الأهواء وتعوذهم منها.
المطلب الثاني: الآثار الواردة في تمني الموت قبل وقوع البدع.
المطلب الثالث: الآثار الواردة في سرعة وقوع البدع في الناس.
المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن البدع سبب هلاك مَن هلك مِن هذه الأمة.
المطلب الخامس: الآثار الواردة في تألم السلف من ظهور البدع وترك السنن.
1 / 19
المبحث الثاني: الآثار الواردة في سد الذرائع إلى البدع.
وفيه ثمانية مطالب:
المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من أهل البدع والرأي والقياس الفاسد.
المطلب الثاني: الآثار الواردة في النهي عن الخصومات في الدين.
المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهى عن الاستماع لأهل البدع.
المطلب الرابع: الآثار الواردة في منع الحكام أهلَ البدع من الكلام فيها.
المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الاعتداد بصلاح أهل البدع.
المطلب السادس: الآثار الواردة في عدم ذكر محاسن الفاسق المبتدع.
المطب السابع: الآثار الواردة في الحذر من الكلام الذي يكون للمبتدع فيه حجة.
المطلب الثامن: الآثار الواردة في تورع السلف عن أفعالٍ خشية أن تكون بدعة.
المبحث الثالث: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الدنيا والآخرة.
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الدنيا.
وفيه سبع مسائل:
المسألة الأولى: الآثار الواردة في حكم غيبتهم.
المسألة الثانية: الآثار الواردة في حكم لعنهم.
المسألة الثالثة: الآثار الواردة في حكم تزويجهم.
المسألة الرابعة: الآثار الواردة في حكم من خالطهم.
المسألة الخامسة: الآثار الواردة في حكم مجالستهم.
1 / 20
المسألة السادسة: الآثار الواردة في حكم مغفرة ذنوبهم في شعبان.
المسألة السابعة: الآثار الواردة في حكم قتلهم.
المطلب الثاني: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الآخرة.
وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: الآثار الواردة في تسليط بعض الحيات عليهم بعد موتهم.
المسألة الثانية: الآثار الواردة في عذاب أهل البدع في قبورهم.
المسألة الثالثة: الآثار الواردة في تحويل وجوههم عن القبلة في قبورهم.
الباب الثاني: الآثار الواردة في التوحيد.
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: الآثار الواردة في توحيد الربوبية.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الآثار الواردة في فضل معرفة اللَّه.
المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة.
الفصل الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية.
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الآثار الواردة في أنواع العبادة.
وفيه ثلاثة عشر مطلبا:
المطلب الأول: الآثار الواردة في فضل التوحيد.
المطلب الثاني: الآثار الواردة في الإخلاص وصلاح العمل.
1 / 21