33

Al-Aghsan Al-Nadiyah Sharh Al-Khulasa Al-Bahiyah Bi-Tartib Ahadith Al-Sirah Al-Nabawiyah

الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية

خپرندوی

دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - دار سبل السلام - الفيوم

ژانرونه

هَذا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ، يَبْعَثُهُ الله رَحمَةً لِلْعالَمِينَ، فَقالَ لَهُ أَشْياخٌ مِنْ قُرَيْشٍ: ما عِلْمُكَ، فَقالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنْ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلا حَجَرٌ إِلّا خَرَّ ساجِدًا وَلا يَسْجُدانِ إِلّا لِنَبِيٍّ، وإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفّاحَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعامًا، فَلَمّا أَتاهُمْ بِهِ وَكانَ هُوَ في رِعْيَةِ الْإِبِلِ، قالَ: أَرْسِلُوا إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلَمَّا دَنا مِنْ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوة إلى فَيءِ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ مالَ فَيءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ، فَقالَ: انْظُرُوا إلى فَيءِ الشَّجَرَةِ مالَ عَلَيْهِ، قالَ: فَبَيْنَما هُوَ قائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُناشِدُهُمْ أَنْ لا يَذْهَبُوا بِهِ إلى الرُّومِ، فَإِنَّ الرُّومَ إِذا رَأَوْه عَرَفوهُ بِالصِّفَةِ فَيَقْتُلُونَهُ، فالْتَفَتَ فَإِذا بِسَبْعَةٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنْ الرُّومِ فاسْتَقْبَلَهُمْ، فَقالَ: ما جاءَ بِكمْ؟ قالُوا: جِئْنا إِنَّ هَذا النَّبِيَّ خارِجٌ في هَذا الشَّهْرِ، لَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلّا بُعِثَ إِلَيْهِ بِأُناسٍ، وإِنّا قَدْ أُخْبِرْنا خَبَرَهُ بُعِثْنا إلى طَرِيقِكَ هَذا، فَقالَ: هَلْ خَلْفَكُمْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قالُوا: إِنَّما أُخْبِرْنا خَبَرَهُ بِطَرِيقِكَ هَذا. قالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرادَ الله أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ النّاسِ رَدَّهُ؟ قالُوا: لا، قالَ: فَبايَعُوهُ وَأَقامُوا مَعَهُ، قالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قالُوا: أبو طالِبٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُناشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ أبو طالِبٍ وَبَعَثَ مَعَهُ أبو بَكْرٍ بِلالًا، وَزَوَّدَهُ الرّاهِبُ مِنْ الْكَعْكِ والزَّيْتِ (١).
قال الذهبي (٢):
تفرد به قُراد، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، ثقة، احتج به البخاري،

(١) أخرجه الترمذي (٣٦٢٠) كتاب: المناقب، باب: ما جاء في بدء نبوة النبي ﷺ، والحاكم في "المستدرك" (٤٢٢٩) وصححه، وقال الحافظ في "الفتح" ٨/ ٥٨٧: إسناده قوي، وقال في "الإصابة": رجاله ثقات وذكر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ. قال الألباني في "ضعيف الترمذي" (٧٤٥): صحيح، لكن ذكر بلال فيه منكر كما قيل.
(٢) "سير أعلام النبلاء" ١/ ٤٨، ٤٩.

1 / 34