61

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

پوهندوی

خالد بن عثمان السبت

خپرندوی

دار عطاءات العلم (الرياض)

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

د خپرونکي ځای

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرونه

وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ» (^١). وقد دَلَّ الكتابُ والسنةُ أن نفيَ الشفاعةِ المذكورَ هنا ليس على عُمُومِهِ (^٢)، وأن للشفاعةِ تَفْصِيلًا، منها ما هو ثابتٌ شَرْعًا، ومنها ما هو مَنْفِيٌّ شَرْعًا (^٣). أما المنفيُّ شَرْعًا الذي أَجْمَعَ عليه المسلمون فهو الشفاعةُ للكفارِ؛ لأن الكفارَ لا تنفعهم شفاعةٌ أَلْبَتَّةَ، كما قال تعالى: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: آية ٤٨]، وقال عنهم: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ﴾ [الشعراء: آية ١٠٠]، وقال (جل وعلا): ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: آية ٢٨] مع أنه قال في الكافرِ: ﴿وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾ [الزمر: آية ٧]، فالشفاعةُ للكفارِ ممنوعةٌ شَرْعًا بإجماعِ المسلمين، ولم يقع في هذا استثناءٌ أَلْبَتَّةَ، إلا شفاعةَ النبيِّ ﷺ لِعَمِّهِ أبي طالبٍ (^٤)، فإنها نَفَعَتْهُ بأن نُقِلَ بسببها من محلٍّ من النارِ إلى محلٍّ أسهلَ منه، كما صَحَّ عنه ﷺ أنه قال: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ (^٥) مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، لَهُ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» (^٦).

(^١) أخرجه البخاري من حديث أبي موسى ﵁، كتاب الزكاة، باب: التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، حديث رقم: (١٤٣٢)، (٣/ ٢٩٩)، وقد أخرجه البخاري في مواضع أخرى انظر: الأحاديث رقم: (٦٠٢٧، ٦٠٢٨، ٧٤٧٦)، ومسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب: استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام، حديث رقم: (٢٦٢٧)، (٤/ ٢٠٢٦). (^٢) انظر: ابن جرير (٢/ ٣٣)، القرطبي (١/ ٣٧٩)، أضواء البيان (١/ ٧٥). (^٣) انظر: مجموع الفتاوى (١/ ١٤٤ - ١٥٤، ٣٣٢). (^٤) انظر: مجموع الفتاوى (١/ ١٤٤)، أضواء البيان (١/ ٧٦). (^٥) هو في اللغة. ما رقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين. انظر: مجمع بحار الأنوار للفتني (مادة: ضحضح) (٣/ ٣٨٦). (^٦) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ﵁، كتاب مناقب الأنصار، باب: قصة أبي طالب، حديث رقم (٣٨٨٥)، (٧/ ١٩٣)، وأخرجه في موضع آخر، انظر: حديث رقم: (٦٥٦٤)، ومسلم: كتاب الإيمان باب: شفاعة النبي ﷺ لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه، حديث رقم: (٢١٠)، (١/ ١٩٥).

1 / 65