============================================================
والرازى - فيلسوفا - لم يغقل التأكيد على ضرورة الاخلاق ، فعليها تشاد الحضارة . تأمل مثلا الطبيب وقد تجرد من الأخلاق الكريمة، إنه يصبح سفاحا للدماء ، فضاحا للأعراض وكان الرازى فيلسوفا حقا ؛ إذ كان يأسى للأدواء الروحية، فيشخصها، ويصف لها الدواء الناجع، فهو ليس بمعزل عن المجتمع، بل يطالب باصلاحه عن طريق إصلاح الروح . ويقدم من نفسه قدوة للناس قولا وعملا، منبها الثاس إلى أن يكونوا أقوياء الإرادة ضد اللذات التى تفقدهم سعادتهم ، ويطالبهم ياعمال عقولهم فى قع الهوى وتذليل الشهوات .
ولا يكون الفيلسوف عظيما إلا إذا آمن بالتجربة . ففيها سمو عن التقليد ، وارتفاع عن ادعاء العصمة والجمود، وفيها كذلك تفاؤل وتقدم وابتكار . وهو ما يشكل جزما كبيرا من سعادة الإنسان وحريته . وبهذه الروح كانت فلسفة الرازى ومعرفته .
وكان الرازى يشق طريقه نحو الرقى الفسكرى معرضا عن الجاهلين؛ فليس لديه وقت يضيعه فى الجدال والمغالطة مثلهم، فقد كانت لديه صنعة أخرى هى الطب ، الذى أعمل فيه عقله تحصيلا وتجريبا وتأليفا؛ ليخفف عن الإنسان آلامه ، فيحقق له جزه أمن الهناء والسعادة.
مخ ۸