ولذلك قال الله تعالى أيضا : { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ] [العنكبوت: 46]فالحوار ممكن لأن هناك قواسم مشتركة ، وهناك مجال للتفاهم والتقارب ، وهي الإيمان بما أنزل على المسلمين وغيرهم ، فالمصدر واحد وهو الله . فليتعارفوا وليعرفوا بعضهم ، ومن ثم فليتقاربوا وليتعاونوا على ما هو صالح لهم جميعا. فالقرآن يعطينا أسلوب بدء اللقاء والحوار ، وكيف نستغل نقط التلاقي بين المتحاورين .فيبين الأصول التي يمكن الاتفاق عليها ويركز على ذلك فيقول : { قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ] [عمران:64 ] ويبين الإسلام نوع العلاقة التي يجب أن تسود المسلمين وغيرهم .. إنها علاقة التعاون والإحسان والبر والعدل . فهذا هو الحوار الحضاري والعلاقة السامية ، قال تعالى: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } [ الممتحنة: 8]
" وتلك القاعدة في معاملة غير المسلمين هي أعدل القواعد التي تتفق مع طبيعة هذا الدين ووجهته ونظرته إلى الحياة الإنسانية، بل نظرته الكلية لهذا الوجود"(1).
مخ ۳