ذكر صفة مناظرة هذا العالم
إذا احتاج إلى مناظرة قال محمد بن الحسين: " اعلموا رحمكم الله , ووفقنا وإياكم للرشاد , أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين , ونفعه بالعلم , أن لا يجادل , ولا يماري , ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي , وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ , ليدفع بحقه باطل من خالف الحق , وخرج عن جماعة المسلمين , فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين , على الاضطرار إلى المناظرة , لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء , ولا يجادلهم , فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا. فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها , لاختلاف العلماء فيها , لابد له أن
مخ ۵۶