لا يعنف السائل بالتوبيخ القبيح فيخجله , ولا يزجره فيضع من قدره , ولكن يبسطه في المسألة ليجبره فيها , قد علم بغيته عما يعنيه , ويحثه على طلب علم الواجبات من علم أداء فرائضه واجتناب محارمه. يقبل على من يعلم أنه محتاج إلى علم ما يسأل عنه , ويترك من يعلم أنه يريد الجدل والمراء , يقرب عليهم ما يخافون بعده بالحكمة والموعظة الحسنة. يسكت عن الجاهل حلما , وينشر الحكمة نصحا , فهذه أخلاقه لأهل مجلسه وما شاكل هذه الأخلاق. وأما ما يستعمل مع من يسأله عن العلم والفتيا , فإن من صفته إذا سأله سائل عن مسألة فإن كان عنده علم أجاب , وجعل أصله أن الجواب من كتاب أو سنة أو إجماع. فإذا أوردت عليه مسألة قد اختلف فيها أهل العلم اجتهد فيها , فما كان أشبه بالكتاب والسنة والإجماع , ولم يخرج به من قول الصحابة وقول الفقهاء بعدهم قال به , إذا كان موافقا لقول بعض الصحابة وقول
مخ ۵۳