257

اخلاق په غزالي کې

الأخلاق عند الغزالي

ژانرونه

ثم قلت في التعليق على هذه الآداب الميتة «وما أدري ما الذي أنسى الغزالي أن يحض المتوكل على أن يترك باب البيت مفتوحا وأن يعلق عليه لوحة مكتوبا فيها بخط واضح وجميل: من أراد أن يأخذ شيئا من هذا البيت فهو مغفور الذنب، بل مجزي بما مكن صاحبه من صنع المعروف»!

عند ذلك تذمر الحاضرون من العلماء، وقال فضيلة الشيخ اللبان: لا عيب على الغزالي في ذلك لأن الدين الإسلامي دين أخلاق، فقلت: وهو قبل ذلك دين فتح وامتلاك، وليس من الأخلاق في شيء أن يجرد المرء بيته حتى لا يبقى فيه متاع يحرص عليه السراق، فهل جانبت في ذلك الصواب؟

والظاهر أن حضرات العلماء فهموا من الفتح التخريب، والاعتداء على الشعوب. كلا يا هؤلاء! الدين الإسلامي دين فتح، رضيتم أم كرهتم، وللفتح شروط وآداب سنها الدين الحنيف، وأنتم حين تنفرون من كلمة «الفتح» إنما تجارون الأجانب الذين يتوددون إليكم بوصف الإسلام بالقناعة والرضا بالقليل. وهذا خطأ صراح، فإن الدين الإسلامي أبعد الأديان عن الزهادة، وأبغضها للخمول، ولا حرج على الإسلام في أن يرغب أتباعه في امتلاك ناصية العالم، فإن هذا أمل نبيل، ولم يحدثنا التاريخ عن أمة قوية، أو ملة قوية، وضعت حدا لمطامعها في الحياة، وإنما ترغم الأمم الضعيفة، أو الملل الضعيفة، على أن تحدد آمالها وأطماعها بضيق الحدود!

ستقولون: إن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

وأصحابه لم يأمروا المجاهدين بحرب القسيسين والرهبان، بل أمروهم بالرفق بهم، والإبقاء عليهم، كما أمروهم بعدم التعرض للأطفال والنساء والكهول. وأقول لكم: إن هذه المعاملة لا تدل على أن الإسلام ليس دين فتح، ولكنها تدل على أن الإسلام كان أحكم من أن يبدأ فتوحاته بإرهاق النفوس وتنفير القلوب. وهذه الملاينة، وذلك الرفق، من الأسلحة الماضية في استلال السخائم، والتبشير بالدين الجديد. وكذلك دعا النبي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادل خصومه بالتي هي أحسن، حتى ظفر بالفتح المبين.

هذا ما أريد من أن الإسلام دين فتح وامتلاك. ولو بعث رسول الله

صلى الله عليه وسلم

اليوم، ورأى ما أنتم عليه من قلة وذلة، لبلل رداءه بدموعه، ولكان له مع حضرات العلماء موقف يرد الولدان شيبا. أفتحسبون أن قوله عليه الصلاة والسلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» معناه أنه جاء لينشر علينا، ويذيع فينا، تلك المبادئ السقيمة، التي دافع عنها الغزالي وأمثاله، حين تكلموا عن التوكل والصبر والخمول، وتابعهم في ذلك مع الأسف علماء هذا الجيل، في غير خجل ولا استحياء!

أنا لا أنكر أن التوكل فضيلة، ولكن أنكر أن يكون معناه الاقتناع بأن الموت من جملة الأرزاق، وإنما التوكل أن تقتحم المصاعب معتمدا على الله

ناپیژندل شوی مخ