اخلاق په غزالي کې

زکي مبارک d. 1371 AH
155

اخلاق په غزالي کې

الأخلاق عند الغزالي

ژانرونه

الخوض في الباطل

وأما الآفة الثالثة: فهي الخوض في الباطل. وعد الغزالي منه حكاية أحوال النساء ومجالس الخمر، ومقامات الفساق، وتنعم الأغنياء، وتجبر الملوك، ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة، وقرر أن مثل هذا لا يحل الخوض فيه وهو حرام، بخلاف الكلام فيما لا يعني أو أكثر مما يعني فهو ترك الأولى. ويدخل الغزالي في هذا الباب الخوض في حكاية البدع والمذاهب الفاسدة، وحكاية ما جرى من قتال الصحابة على وجه يوهم الطعن في بعضهم. ثم قال: «وأنواع الباطل لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها لذلك لا مخلص منها إلا بالاقتصار على ما يعني من مهمات الدين والدنيا».

4

المراء والجدال

أما الآفة الرابعة فهي المراء والجدال. والمراء كما حدده الغزالي «هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه. إما في اللفظ، وإما في المعنى، وإما في قصد المتكلم».

وترك المراء فيما يرى يكون بترك الإنكار والاعتراض، فكل كلام سمعه المرء صدق به إن كان حقا، وسكت عنه إن كان باطلا أو كذبا. ولم يكن متعلقا بأمور الدين. وليس له أن يطعن في كلام غيره بإظهار خلل فيه من جهة النحو أو من جهة اللغة، أو من جهة النظم والترتيب، أو من جهة المعنى، أو من جهة القصد: كأن يقول هذا كلام حق، ولكن ليس قصدك منه الحق، وإنما أنت فيه صاحب غرض. يقول الغزالي: «وهذا الجنس إن جرى في مسألة علمية ربما خص باسم الجدل. وهو أيضا مذموم، بل الواجب السكوت أو السؤال في معرض الاستفادة لا على وجه العناد. أو التلطف في التعريف لا في معرض الطعن». «وأما المجادلة فعبارة عن قصد إفحام الغير، وتعجيزه، وتنقيصه بالقدح في كلامه، ونسبته إلى القصور والجهل فيه».

والباعث على المراء والجدال فيما يرى الغزالي هو الترفع بإظهار العلم والفضل، والتهجم على الغير بإظهار نقصه، وهما شهوتان باطنتان للنفس يرجعان إلى السبعية والكبرياء.

وأما العلاج فيكون بكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله، والسبعية الباعثة له على تنقيص غيره (والسبعية في عبارات المتقدمين هي القوة الوجدانية المشتركة بين الإنسان وبين كبار الحيوانات: فالانتقام قوة سبعية لأنه من صفات الجمل، والعفة من أكل ما يكسب الغير قوة سبعية لأنه من صفات الأسد، إذ لا يأكل الأسد فريسته).

الخصومة

أما الآفة الخامسة فهي الخصومة. وهي لجاج في الكلام ليستوفى به مال أو مقصود. قال الغزالي: «فإن قلت: فإذا كان للإحسان حق فلا بد له من الخصومة في طلبه أو في حفظه، مهما ظلمه ظالم، فكيف يكون حكمه، وكيف تذم خصومته؟ فاعلم أن هذا الذم يتناول الذي يخاصم بالباطل والذي يخاصم بغير علم، ويتناول الذي يمزج بالخصومة كلمات مؤذية لا يحتاج إليها في نصرة الحجة وإظهار الحق. ويتناول الذي يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم وكسره ... فاما الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على قدر الحاجة ومن غير قصد عناد وإيذاء ففعله ليس بحرام، ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا».

ناپیژندل شوی مخ