Akhlaq al-Shabab al-Muslim
أخلاق الشباب المسلم
خپرندوی
الجامعة الإسلامية
د ایډیشن شمېره
السنة الأولى،العددالثاني
د چاپ کال
رجب١٣٨٨هـ/تشرين أول ١٩٦٨م
ژانرونه
نادى أهله: "يا أهلاه صلوا صلوا"وقال ثابت: "وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة".
وقد روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "يقول الله تعالى: يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدّ فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلًا ولم أسدّ فقرك".
وروى ابن ماجه من حديث ابن مسعود: سمعت النبي ﷺ يقول: "من جعل الهموم هما واحدًا همّ المعاد كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أيّ أوديته هلك".
وروى أيضا من حديث ثابت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من كانت الدنيا همّه فرّق الله عليه أمره وجعل فقرة بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلاّ ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".
وقوله: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾: أي وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة لمن اتقى، وفي الصحيح أنّ رسول الله ﷺ قال: "رأيت الليلة كأنّا في دار عقبة بن رافع، وأنا أتينا برطب من رطب ابن طاب، فأوّلت ذلك أنّ الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة، وأنّ ديننا قد طاب". أهـ
شروح وإيضاح:
١- قوله: "كان يبيت عنده أنا ويرفأ" يظهر لي في هذه العبارة خلل إلاّ إذا أوّلناها على أن اسم كان ضمير الشأن، وجملة (يبيت) خبرها، وحتى على هذا التأويل يبقى الخلل كما هو، إذ لا يقال: "يبيت أنا"، فلعله تحريف من بعض النساخ، والصواب: "كنا نبيت عنده أنا ويرفأ"، ويرفأ اسم علم كيزيد ويشكر.
٢- قوله: " فربما لم يقم" يعني أن عمر ﵁ كان له وقت من الليل يتهجّد فيه، أي يصلي النافلة بالليل، وكان خادماه زيد ابن أسلم ويرفأ يراقبان قيامه، وفي بعض الأحيان كان يتأخر عن القيام، ولعل ذلك لغلبة نوم، وكان إذا قام لصلاة النافلة بالليل يقيم أهل بيته للاشتراك معه في العبادة اقتداء بالنبي ﷺ الذي أمره الله أن يأمر أهله بالصلاة ويصبر عليها، وستأتي زيادة بيان لهذا المعنى.
٣- فهم المفسرون من قوله تعالى: ﴿لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُك﴾ أن من لم يشغله طلب الرزق عن صلاته عناية بها ومحافظة عليها رزقه الله وأغناه بفضله، وأنّ من ظنّ أنّ المحافظة على الصلاة في أوقاتها تُنقص من رزقه أو تمنعه، ملأ الله قلبه همًّا وغمًّا، ولم يأته من الرزق إلاّ ما كتب له كما سيأتي في الحديث صريحًا.
قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَاْ أُرِيْدُ أَنْ يُطْعِمُونَ إِنَّ اْلله هُوَ اْلرَّزَّاقُ ذُو اْلقُوَّةِ اْلمَتِينِ﴾، أخبر
1 / 23