أخبرنا الفريابي قال نا صفوان بن صالح قال نا محمد بن شعيب قال نا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله أنه حدثه عن فضاله بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى القينة. قال الأوزاعي إذنا يغني: استماعا. وأخبرنا الفريابي قال نا أبو قدامة وعمرو بن علي قالا نا يحيى بن سعيد بن شعبة قال حدثني طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: زينوا القرآن بأصواتكم.
حدثنا جعفر الصندلي قال نا صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: قلت له قول النبي صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم ما معناه؟ قال: التزين أن تحسنه.
قال محمد بن الحسين: ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله قد خصه بخير عظيم فليعرف قدر ما خصه الله به وليقرأ لله لا للمخلوقين وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا والميل إلى حسن الثناء والجاه أبناء الدنيا والصلات بالملوك دون الصلات بعوام الناس فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خفت أن يكون حسن صوته فتنة عليه وإنما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله عز وجل في السر والعلانية وكان مراده أن يستمع منه القرآن لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم فيرغبوا فيما رغبهم الله عز وجل وينتهوا عما نهاهم ممن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته وانتفع به الناس.
حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال نا عبيد الله بن عمر القواريري قال نا عبد الله بن جعفر قال نا إبراهيم عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله.
حدثنا الفريابي قال نا محمد بن الحسن البلخي قال نا ابن المبارك قال أنا يونس بن يزيد عن الزهري قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله.
حدثنا الفريابي قال نا الهيثم بن أيوب الطالقاني قال نا الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع قال حدثني ابن أبي مليكة الأحول عن عبد الرحمن بن السائب قال: قدم علينا سعد بن مالك بعدما كف بصره فأتيته مسلما وانتسبني فانتسبت له فقال: مرحبا بابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا.
وأخبرنا الفريابي قال حدثنا إسماعيل بن عطاء الرياحي قال قال حدثنا عون بن عمرو أخو رياح القيسي قال نا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرأوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن (قيل لابن أبي مليكة فإن لم يكن حسن الصوت؟ قال: يحسنه ما استطاع) وقال وكيع وابن عيينة: من لم يتغن به يعني: يستغني به وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به.
قال محمد بن الحسين: فأحب لمن قرأ القرآن يتحزن عند قراءته ويتباكى ويخشع قلبه ويتفكر في الوعد والوعيد ليستجلب بذلك الحزن ألم يسمع إلى ما نعت الله عز وجل من هو بهذه الصفة وأخبر بفضلهم فقال عز وجل (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله). ثم ذم قوما استمعوا القرآن فلم تخشع له قلوبهم فقال عز وجل: (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون). يعني لاهين ثم ينبغي لمن قرأ القرآن أن يرتل كما قال الله عز وجل (ورتل القرآن ترتيلا) قيل في التفسيى يتبينه تبيينا واعلم أنه إذا رتله وبينه انتفع به من يسمعه منه وانتفع هو بذلك لأنه قرأه كما أمر قال الله عز وجل (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث). (يقال على تؤدة).
حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد قال نا أبو الخطاب زياد بن يحيى قال نا مالك بن سعيد قال نا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس في هذه الآية (ورتله ترتيلا) بينه تبيينا.
حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال أنا أبو بكر بن زنجويه قال نا عبد الرزاق قال أنا سفيان عن عبيد المكتب عن مجاهد في قول الله عز وجل (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث) قال على تؤدة.
مخ ۱۷