حدثنا ابن أبو داود قال نا بشر بن خالد العسكري قال نا شبابة يعني ابن سوار عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العاليد في قوله عز وجل (ولا تصعر خدك للناس) قال: يكون الغني والفقير عندك في العلم سواء. حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال نا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان (قال نا عمرو بن محمد العنقزي قال نا أسباط عن السدي عن ابن سعد) الأزدي وكان قارئ الأزد عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت في قوله الله عز وجل: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) - إلى قوله: (فتكون من الظالمين) ثم ذكر الأقرع وعيينة. فقال عز وجل: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ) ثم قال عز وجل (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) قال: (فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ثم دعانا فأتيناه فقال: (سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة)). فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز وجل (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) قال: فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بلغنا الساعة التي يقوم قمنا وتركناه حتى يقوم.
قال محمد بن الحسين: أحق لنا باستعمال هذا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل القرآن إذا جلسوا لتعليم القرآن يريدون به الله عز وجل.
حدثنا الفريابي قال نا يزيد بن خالد بن موهب الرملي قال نا عيسى ابن يونس عن هارون بن أبي وكيع قال سمعت زاذان أبا عمر يقول: دخلت على ابن مسعود فوجدت أصحاب الخز واليمنة قد سبقوني إلى المجلس فناديته: يا عبد الله من أجل أني رجل أعمي أدنيت هؤلاء وأقصيتني.
فقال: إدنه فدنوت حتى كان بيني وبينه جليس.
قال محمد بن الحسين: وأحب له إذا جاءه من يريد أن يقرأ عليه من صغير أو حدث أو كبير أن يعتبر كل واحد منهم، قبل أن يلقنه من سورة البقرة، يعتبره بلأنه يعرف ما معه من الحمد، إلى مقدار: ربع، سبع، أو أكثر مما يؤدي به صلاته ويصح أن يؤم به في الصلوات إذا احتج إليه، فإن كان يحسنه وكان تعلمه في الكتاب أصلح من لسانه، وقومه، حتى يصلح أن يؤدي به فرائضه، ثم يبتدئ فيلقنه من سورة البقرة.
وأحب لمن يلقن إذا قرئ عليه أن يحسن الإستماع إلى من يقرأ عليه، ولا يشتغل عنه بحديث ولا غيره، فالأحرى أن ينتفع به من يقرأ عليه، وكذلك ينتفع هو أيضا ويتدبر ما يسمع من غيره، وربما كان سماعه للقرآن من غيره فيه زيادة منفعة وأجر عظيم ويتأول قول الله عز وجل (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون).
فإذا لم يتحدث مع غيره وأنصت إليه أدركته الرحمة من الله وكان أنفع للقارئ عليه.
وقر قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: (إقرأ علي)، فقلت يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: (إني أحب أن أسمعه من غيري).
أخبرنا الفريابي قال نا محمد بن الحسن البلخي قال أنا عبد الله بن المبارك قال أنا سفيان عن سليمان يعني الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إقرأ علي. فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. قال: ففتحت سورة النساء فلما بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بكل على هؤلاء شهيدا) قال: فرأيت عينيه تذرفان فقال لي: حسبك.
وأحب لمن كان يقرأن أن لا يدرس عليه وقت الدرس إلا واحد ولا يكون ثانيا معه، فهو أنفع للجميع وأما التلقين فلا بأس به أن يلقن الجماعة.
وينبغي لمن قرأ عليه القرآن فأخطأ عليه أو غلط أن لا يعنفه، وأن يرفق به، ولا يجفو عليه فإني لا آمن أن يجفو عليه فينفر عنه وبالحري أن لا يعود إلى المسجد.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف).
حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال ثنا بشر بن الوليد ونا عمر ابن أيوب السقطي قال نا الحسن بن عرفة قال نا إسماعيل بن عباس عن حميد بن أبي سويد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف.
مخ ۱۲