نحو حياة أفضل
عنوان كله طمع ومحبة ذات، فيا ليت شعر الذين يطلبون حياة أفضل، فهل هناك حياة أرفه وأفضل من حياة اليوم؟ وكيف تكون يا ترى؟
ما نسينا بعد ركوب الخيل، بل الحمير، يوم كنا نقضي يوما لنقطع مسافة نتجاوزها اليوم بساعة زمان قاعدين، لا راكبين.
ما نسينا عهد المرسال الذي كان يقضي يومين حتى يأتينا بخبر من المدينة، ولم ننس قول طرفة: «ويأتيك بالأخبار من لم تزود.»
لا أتحدث عن الغيبيات؛ لأنه لم يثبت لدي بعد غير ما أدركه بحواسي الخمس، وإن تكن العين والأذن تخدعان أيضا.
كنت أؤمن أن الجمال في ذات الناظر، فإذا بي، عندما طرأ خلل على إحدى عيني، أري جمالات لم أكن أراها. فالحياة الفضلى هي إذن في أنفسنا، وكما نفكر نكون، فعبثا نطلب حياة أفضل في خارج أنفسنا. فالحياة المرضي عنها نحن نخلقها بأنفسنا لأنفسنا، وقد وصلنا إلى القمة وما زلنا نطلب أفقا أعلى وأبعد.
قد رأيت، بعد إمعان الروية، أن من يطلب حياة أفضل فليفتش عنها في ذاته. «إن الملكوت فيكم» هكذا قال المعلم، وهو يقول الحق.
وقال حكيم: «كما تفكر تكون.»
الطموح ضروري لرقي الإنسانية، ولكن السعادة في الحياة لا تأتي في الغلو والإيغال.
أجل، إن الحياة تدفعنا إلى الأمام دفعا، ولكن هذا الدفع لا يؤمن لنا الغبطة المنشودة، فشاعرنا الأكبر قال:
ناپیژندل شوی مخ