بِمُسْتَمَعٍ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَحَدَّثَهُ بِالَّذِي قَالَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَيْلَكَ، اذْهَبْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ وَارْفُقْ، فَجَاءَهُ فَقَالَ: أَجِبْ، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ حَاجَةٍ، وَلا قَوْلُهُ عِنْدِي بِمُسْتَمَعٍ.
قَالَ: يَقُولُ الرَّسُولُ: أَمَا وَاللَّهِ، عَلَيَّ ذَلِكَ، لَوْ أَمَرَنِي بِكَ لأَتَيْتُهُ بِرَأْسِكَ، قَالَ سَعِيدٌ: وَاللَّهِ، مَا كُنْتُ أَفْتَدِي مِنْكَ بِأَنْ أَحِلَّ حَبْوَتِي هَذِهِ، فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَقَالَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ مَا قَالَ، فَقَالَ، يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ: أَبَى أَبُو مُحَمَّدٍ إِلا صَلابَةً، وَيْحَكَ دَعْهُ، وَيْحَكَ دَعْهُ.
١٥ - وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مُحَمَّدَ بْنَ شَاذَانَ خَادِمَ يَحْيَى الْقَطَّانِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: لَمَّا وَرَدَ كِتَابُ الْمَهْدِيِّ عَلَى سُفْيَانَ، كَتَبَ إِلَيْهِ الْجَوَابَ، وَبَدَأَ بِنَفْسِهِ، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّهُ لا يَحْتَمِلُكَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ أَنَا الَّذِي أَكْتُبُ، لا أَكْتُبُ إِلا هَكَذَا، قَالَ: فَأَخَذْنَا الْكِتَابَ، وَكَتَبْنَا نَحْنُ عَلَى لِسَانِهِ وَعَرَضْنَا عَلَيْهِ.
1 / 46