وقد نسب النبي ﷺ نفسه وحض على تعلم الأنساب، فعن أبي هريرة ﵁ قال:
قال رسول الله ﷺ: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر» (^١).
وحذر ﷺ من الانتساب لغير قوم الرجل،
فعن أبي ذر ﵁ قال: قال ﷺ: «ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادّعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النّار» (^٢).
وكان الرسول ﷺ يعرف أنساب قبائل العرب وربما نسب بعض الصحابة، وكان أبو بكر الصديق ﵁ أعلم قريش بأنسابها بشهادة النبي ﷺ له بذلك، وورد عن عمر بن الخطاب ﵁ قوله: «تعلموا من الأنساب ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به ما يحل لكم مما حرم عليكم من النساء؛ ثم انتهوا».
وقد حض النبي ﷺ على تعلم الأنساب لأن بعضا من الأحكام الشرعية يحتاج في تطبيقها إلى معرفة بالأنساب، ولذلك كانت معرفة الأنساب فرضا على المسلمين ولها فوائد دينية وسياسية واجتماعية فمنها:
معرفة نسب نبينا محمد ﷺ الذي بعثه الله تعالى بدين الإسلام إلى الإنس والجن.
ومعرفة الإنسان أباه وأمه وكل من يلقاه بنسب في رحم محرمة، وعلى ذلك يترتب معرفة:
(^١) سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم (٢٧٦).
(^٢) صحيح البخاري، ك/المناقب، ب/نسبة اليمن إلى إسماعيل، (ر/٣٣١٧)، وصحيح مسلم، ك/الإيمان، ب/بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، (ر/٦١).